musiitwa2Carlos GilSOPA ImagesLightRocket via Getty Images_refugee mobile phone Carlos Gil/SOPA Images/LightRocket via Getty Images

الاعتماد على اللاجئين

كمبالا ــ بمرور كل دقيقة يضطر 31 شخصا في المتوسط إلى النزوح ــ فيجبرون على ترك وظائفهم ومنازلهم وحتى أسرهم. وبعد رحلة مضنية عادة، يصل هؤلاء اللاجئون إلى بلدان جديدة عليهم وهم لا يحملون أي أموال أو تحقيق هوية، ولا يملكون إلا قِلة من المِتاع. ومع ذلك فإنهم بدلا من تأمين مستقبل أكثر أمانا ورخاء يجدون أنفسهم غالبا وقد أصبحوا مهمشين، ومستبعدين، بل وربما حتى تنصب عليهم اللعنات، فيحرمون من فرص الاندماج في مجتمعاتهم المضيفة أو المساهمة في الاقتصاد المحلي. وتتمثل طريقة مباشرة لتمكين اللاجئين في منحهم القدرة على الوصول إلى الخدمات المالية.

لقد أهمل مقدمو الخدمات المالية هذه الفئة من السكان لفترة طويلة، نظرا للتحديات المتعلقة بإمكانية الوصول والتعرف على الهوية، جنبا إلى جنب مع تصور اللاجئين على أنهم مجموعة عالية المخاطر. لكن التقدم التكنولوجي خلال العقد الأخير جعل تقديم الخدمات المالية للاجئين أكثر سهولة وأمانا وفعالية من حيث التكلفة مقارنة بأي وقت مضى.

بفضل التكنولوجيات الرقمية والمحمولة، لم تعد الخدمات المصرفية تقدم داخل فروع في بنايات حقيقية، بل بواسطة الهواتف التي يحملها أفراد، أينما كانوا. وقد عمل هذا على تسهيل ظهور محافظ رقمية تمكن المستخدمين من تلقي، وتخزين، وإنفاق الأموال باستخدام هواتفهم فقط. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الأموال المحمولة تحظى بشعبية عريضة في بلدان المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا بشكل خاص، ومن الممكن أن يشكل هذا تطورا مغيرا لقواعد اللعبة بالنسبة لعدد هائل من سكان العالم المحرومين من الخدمات المصرفية ــ 1.7 مليار نسمة ــ الذين يمتلك ثلثاهم بالفعل هواتف جوالة يمكنها أن تعمل كبوابة للخدمات المالية.

https://prosyn.org/NaCgLBxar