spence122_Getty Images_roadglobefuturetravel Getty Images

ماذا لم أتوقع في شبابي

فورت لودرديل ــ مع تقدمنا في العمر، نميل إلى استقبال كل عام جديد بالتأمل في التطورات الأوسع نطاقا التي حدثت بالتوازي مع حياة كل منا. أنا شخصيا، أركز عادة على المفاجآت (الإيجابية والسلبية): الأمور التي كنت لأعتبرها مستحيلة أو حتى لا يمكن تخيلها في سنوات شبابي.

ولِدت أثناء الحرب العالمية الثانية، ونشأت في كندا في ظل وعي عام ببعض جوانب العالم الأكبر على الأقل، وخاصة الحرب الباردة. سمح لنا التلفزيون الأبيض والأسود بمشاهدة القوة التدميرية الكامنة في الأسلحة النووية من غرف المعيشة في بيوتنا. وقد شاهدت أنا وأطفال آخرون كثيرون "صديقتنا الذرة" في السلسلة التلفزيونية "ديزني لاند والت ديزني"، لكننا كنا رغم ذلك نرقد مستيقظين في الليل نستمع إلى الطائرات المارة، يحدونا الأمل في أنها لا تحمل أدوات إبادتنا.

في ذلك الوقت، كانت القنابل النووية محفوظة في صوامعها، نظرا للتأثير الرادع المتمثل في "الدمار المؤكد المتبادل"، والقيادة الفعّالة التي ظهرت خلال الكوارث الوشيكة التي نجونا منها بأعجوبة مثل أزمة الصواريخ الكوبية. ثم انتهت الحرب الباردة في آخر المطاف، وكل من هم دون سن الثلاثين اليوم، أمضوا حياتهم بالكامل في عالم بلا حرب باردة. وبالنسبة لأغلبهم، ربما يبدو التفوق الأميركي الاقتصادي والعسكري حالة معتادة ودائمة تماما كما بدت الحرب الباردة في نظر من ولِدوا في فترة طفرة المواليد. لكننا أصبحنا الآن على مشارف تحول آخر مثير للقلق والانزعاج في علاقات القوة.

https://prosyn.org/vVcfN35ar