sierakowski46_JANEK SKARZYNSKIAFPGetty Images_poland government Janek Skarzynski/AFP/Getty Images

تعميم الفساد

وارسو ــ كما رأينا في السنوات الأخيرة، فإن هيمنة حزب شعبوي على المشهد السياسي من شأنها أن تتسبب في حالة استقطاب عميقة بين الناخبين. بل وتؤدي كذلك إلى تآكل النسيج الأخلاقي للحياة السياسية. ونظرا لعدم قدرة الأحزاب التقليدية على هزيمة الشعبويين بالأساليب المعتادة، فقد بدأت في محاكاة أساليب خصومها، ولم تترك للناخبين خيارا سوى تبني نظرة تشاؤمية.

في العديد من البلدان، بدأ حتى مؤيدو الأحزاب المناهضة للشعبوية - بصورة واعية - في تقبل السلوكيات المرضية، والمخالفات، وحتى الأعمال غير القانونية من جانب ممثليهم السياسيين المنتخبين. ومن ناحية أخرى، تشعر قوى المعارضة بشكل متزايد بأنها مضطرة إلى استخدام المكيدة والخداع من أجل الفوز، اتباعا لقانون جريشام، الذي ينص على أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من السوق.

نتيجة لذلك، سيجد السياسيون ذوو الضمائر اليقظة أنفسهم في وضع غير مؤات. ومع توصل عدد متزايد من الناخبين إلى قناعة مفادها أنه يجب هزيمة الشعبويين بنفس أساليبهم، يتعين على أحزاب المعارضة الاختيار بين التمسك بالمعايير الأخلاقية أو إنقاذ الديمقراطية الليبرالية.

https://prosyn.org/zLDr8t6ar