gill3_ SIMON WOHLFAHRTAFP via Getty Images_south sudan poverty SIMON WOHLFAHRT/AFP via Getty Images

مأساة تتكشف في أكثر البلدان فقرا

واشنطن، العاصمة ــ تعيش البلدان الأكثر فقرا أوضاعا بائسة، في حين تتجاهل بقية بلدان العالَـم الأمر تماما. من السهل تجاهل هذه المأساة، لأن البلدان المنخفضة الدخل لا تشكل أهمية كبيرة في تحديد مصير العالَـم في الأمد القريب. في نهاية شهر يونيو/حزيران، كان مجموع الناتج المحلي الإجمالي في بلدان هذه الفئة الثمانية والعشرين نحو 500 مليار دولار ــ وهذا ليس أكثر من نقطة في محيط الاقتصاد العالمي الذي يعادل 100 تريليون دولار. كما أن بلدان العالَـم الأكثر فقرا ليست أسواق التصدير المثالية لأي دولة مصدرة: لأن متوسط الدخل السنوي هناك لا يكاد يتجاوز 1000 دولار، في حين يشكل الصراع وانعدام الاستقرار القاعدة في نحو نصف هذه البلدان.

مع ذلك، يعيش في هذه البلدان 700 مليون شخص، ونصفهم تقريبا في فقر مُـدقِـع. لقد اعتاد الفقراء لفترة طويلة على الإهمال من جانب حكوماتهم، التي تهتم غالبا بأولويات أخرى. على سبيل المثال، تنفق هذه الحكومات على الحرب والدفاع نحو 50% أكثر مما تنفقه على الرعاية الصحية. ويذهب ما يقرب من نصف ميزانياتها إلى أجور القطاع العام ومدفوعات الفوائد على الديون، في حين يذهب 3% فقط من إجمالي الإنفاق الحكومي في مختلف البلدان المنخفضة الدخل لدعم المواطنين الأكثر ضعفا. وهذا يعادل عُـشر المتوسط في الاقتصادات النامية في عموم الأمر.

لذا، ليس من المستغرب أن تندلع مأساة إنسانية الآن في هذه البلدان. الواقع أن مؤشرات التنمية البشرية الرئيسية في البلدان المنخفضة الدخل اليوم أصبحت أسوأ كثيرا مما كانت عليه في عام 2000، قبل أن يصعد عدد كبير منها إلى مرتبة البلدان المتوسطة الدخل. على سبيل المثال، أصبحت الوفيات بين الأمهات بعد الولادة أعلى بنحو 25%، وانخفضت نسبة السكان القادرين على الحصول على الكهرباء من 52% إلى 40% بالكاد في بلدان هذه المجموعة. ولا يتجاوز متوسط العمر المتوقع بين سكان هذه البلدان الآن 62 عاما، وهذا بين أدنى المعدلات في العالَـم.

https://prosyn.org/Rqpkhyhar