gros184_ Christoph Dernbachpicture alliance via Getty Images_japan industry Christoph Dernbach/picture alliance via Getty Images

اليابان وانحدارها الذاتي

ميلان ـ لابد وأن يكون الوضع في اليابان جيد حيث لديها قوة عاملة متعلمة ومنضبطة كما انها تتفوق على معظم الدول الصناعية الأخرى في الاستثمار والإنفاق على البحث والتطوير وفي واقع الأمر فإن الإنفاق على البحث والتطوير في اليابان والذي بلغ 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي كان حتى وقت قريب أعلى حتى من الولايات المتحدة الأمريكية، ومع ذلك فإن الانحدار النسبي لليابان مستمر.

لقد كانت اليابان في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم لأسباب ليس أقلها قطاعها الصناعي الذي بدا وكأنه لا يهزم، ولكنها اليوم رابع أكبر اقتصاد في العالم حيث تظهر البيانات أنها تراجعت مؤخراً لتحل خلف ألمانيا بعدد سكانها الأقل بكثير ــ 83 مليون نسمة مقارنة بـ 123 مليون نسمة ــ والتي تخضع لاتجاهات ديموغرافية غير مواتية، تشبه إلى حد كبير تلك التي تشهدها اليابان.

ولكي نفهم الانحدار الاقتصادي الذي تشهده اليابان، فما علينا إلا أن نتأمل قصة جهاز تسجيل الفيديو (في سي ر). لقد كان هذا الجهاز والذي يتطلب عناصر ميكانيكية صغيرة جدًا وموثوقة من المعجزات التقنية التي كانت في الماضي علامة بارزة من علامات التصنيع الياباني الدقيق. لقد كانت اليابان تحتكر تقريبًا السوق العالمي لأجهزة تسجيل الفيديو العالمية (في سي ر)، حيث لم يكن هناك منتجون أمريكيون، ولم تتمكن الشركات الأوروبية من التنافس مع اليابان فيما يتعلق بالنسبة والتناسب بين الجودة والسعر، وفي أوج ازدهارها ــ منتصف ثمانينات القرن الماضي ــ تم إنتاج وتصدير ملايين عديدة من تلك الوحدات، حيث كان المصدرون اليابانيون يتقاضون أسعارًا مرتفعة نسبيًا ويحققون هامش ربح جيد.

https://prosyn.org/hXAS8A2ar