yao18_ Jin MamengniXinhua via Getty Images_china us relations Jin Mamengni/Xinhua via Getty Images

هل تخفف حرب أوكرانيا من التوترات الأميركية الصينية؟

بكين ــ وضعت الحرب الدائرة في أوكرانيا الصين في مأزق. فباعتبارها دولة صديقة لكل من روسيا وأوكرانيا، لا ترغب الصين في الانحياز إلى أي من الجانبين. على العكس من ذلك، كما تُـمـلـي الحكمة الصينية التقليدية، عندما ينشب شجار بين صديقين، أن يكون الهدف الأساسي إنهاء الصراع بينهما عن طريق الوساطة. ورغم أن موقف الصين المتوازن أثار أكثر من مجرد القليل من الشك، فقد تنتهي به الحال إلى التعجيل بنهاية الحرب ــ وتخفيف التوترات مع الولايات المتحدة.

عندما بدأت الحرب، سلط المراقبون في الغرب الضوء على موقف الصين الداعم للكرملين ظاهريا، والذي انعكس في رفض المسؤولين الصينيين استخدام كلمة "غزو" لوصف العدوان الروسي في أوكرانيا، واتهامهم حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأن تصرفاته هي التي دفعت التوترات بين روسيا وأوكرانيا إلى "نقطة الانهيار"، وانتقادهم العقوبات الغربية. لكن الغربيين لم ينتبهوا بذات القدر من الاهتمام إلى الدعوات المتكررة التي وجهتها الصين إلى كل الدول لاحترام سيادة وسلامة أراضي بعضها بعضا ــ وهو توبيخ واضح، وإن لم يكن مباشرا، لروسيا ــ وتقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا.

الواقع أن الغرب بدا حريصا على افتراض أن الصين ــ التي أبرمت اتفاقية تعاون مع روسيا قبل ثلاثة أسابيع فقط من الغزو ــ كانت منحازة إلى الجانب الروسي. في الثالث عشر من مارس/آذار، اليوم السابق للقاء نظيره الصيني، حَـذَّرَ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان من أن الصين ستواجه "من غير ريب" عواقب إذا قدمت المساعدة العسكرية لروسيا أو ساعدتها على التملص من العقوبات الغربية.

https://prosyn.org/xUEQxMrar