b0a9b90346f86fb40f602601_tb3567c.jpg

ألمانيا والعجز الأوروبي

برلين ـ لقد تعودت ألمانيا على مكانتها في قلب مشروع التكامل الأوروبي، وتعود رجال الدولة في ألمانيا التأكيد على أنها لا تتبنى سياسة خارجية مستقلة، بل تتبنى سياسة أوروبية فحسب. وبعد سقوط سور برلين، أدرك زعماؤها أن أعادة توحيد شطري ألمانيا لن ينجح إلا في إطار أوروبا الموحدة، وكانوا على استعداد لبذل بعض التضحيات من أجل ضمان القبول الأوروبي. وهذا يعني أن إسهام الألمان سوف يكون أعظم قليلاً من غيرهم وأن ما سيأخذونه سوف يكون أقل قليلاً مما سيأخذه غيرهم، الأمر الذي من شأنه أن ييسر من إبرام الاتفاق.

ولكن تلك الأيام قد ولت. فاليورو اليوم في أزمة، وألمانيا هي البطل الرئيسي في الرواية. ولم يعد الألمان يشعرون بأنهم أثرياء، لذا فإنهم غير راغبين في الاستمرار في العمل كمورد لتمويل بقية أوروبا. وهذا التغيير في الموقف مفهوم، ولكنه أدى إلى توقف عملية التكامل الأوروبي.

إن تصميم اليورو يثبت أنه كان عملة غير كاملة منذ إطلاقه. فقد عملت معاهدة ماستريخت على تأسيس اتحاد نقدي من دون الالتفات إلى أهمية الاتحاد السياسي ـ بنك مركزي ولكن من دون وزارة مالية مركزية. وحين يتصل الأمر بالأرصدة المالية السيادية فإن كل دولة من أعضاء منطقة اليورو كانت تعمل وفقاً لهواها.

https://prosyn.org/szkA4Jkar