pisaniferry117_XinhuaZheng Huansong via Getty Images_ursula von der leyen Xinhua/Zheng Huansong via Getty Images

الاتحاد الأوروبي الذي لا يستطيع أن يقول "لا"

باريس ــ في شهر يوليو/تموز، أعلن الاتحاد الأوروبي عن صندوق التعافي الجديد بقيمة 750 مليار يورو (918 مليار دولار أميركي)، والذي أطلق عليه مسمى "جيل الاتحاد الأوروبي التالي"، واعتُـبِـر هذا الإعلان على نطاق واسع (وعن حق) تطورا ثوريا. فلم يسبق أن اقترض الاتحاد الأوروبي لتمويل تحويلات وقروض رخيصة لمساعدة البلدان الأعضاء على التعافي من صدمة اقتصادية كبرى. ومن خلال كسر محظورات قديمة، ربما تمهد هذه المبادرة الطريق إلى إنشاء اتحاد مالي.

لكن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع تحقيق أهدافه ما لم تكن الأموال السهلة مصحوبة بمعايير صارمة. الأموال المتساقطة من السماء قد تكون نِـعمة أو نِـقمة. إذا أنفقت كما ينبغي، فقد تنهي الجمود السياسي وتطلق العنان للانتعاش الاقتصادي. ولكن إذا جرى توزيعها بشكل عشوائي، فإنها تشجع على استيلاء الدولة وسياسات إنفاق المحسوبية. يجب أن تدعم صناديق التعافي قيم الاتحاد الأوروبي وأن تخدم أهدافا محددة بوضوح.

في سبيل عدم تقويض طموحه الجدير بالثناء، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يكون قادرا على أن يقول "لا" للبلدان الأعضاء، سواء عندما يدوس حكام مستبدون منتخبون صراحة على المبادئ الأوروبية في حين يستخدمون أموال الاتحاد الأوروبي لتشديد قبضتهم على السلطة، أو عندما تفشل برامج الإنفاق المقترحة من قِـبَـل الحكومات في اجتياز اختبار الفعالية. ولكن للأسف، يبدو أن هذا من غير المرجح أن يحدث.

https://prosyn.org/RLL1u97ar