pisaniferry98_pbombaertGettyImages_shadowpeopleinfrontofEUflag pbombaert/Getty Images

مواطنو أوروبا يريدون اتحادا أوروبيا أقوى سياسيا

ترينتو ــ لم تكن النتيجة الأكثر أهمية لانتخابات البرلمان الأوروبي خسارة المحافظين والديمقراطيين الاجتماعيين لمقاعد لصالح الليبراليين والـخُضر، أو حصول القوميين اليمينين المتطرفين على عدد من المقاعد أقل من المتوقع. بل كانت المفاجأة في تصويت المواطنين بأعداد أكبر كثيرا من كل التوقعات.

منذ أول انتخابات شعبية للبرلمان الأوروبي في عام 1979، إلى الأخيرة في عام 2014، انخفضت نسبة المشاركة على نحو ثابت، لكي تهبط تدريجيا من 63% إلى 43%. قبل خمس سنوات، خرج أقل من نصف الناخبين المؤهلين للتصويت في عشرين من أصل 28 دولة في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أضر بشرعية البرلمان الديمقراطية. وتساءل المراقبون علانية عن قيمة الانتخابات التي لم تجتذب اهتمام الناخبين. وقِيل إن الاتحاد الأوروبي ينتمي إلى الدبلوماسيين والتكنوقراطيين، وليس المواطنين.

كانت انتخابات 2019 انقلابا مذهلا على هذا الاتجاه. فقد ارتفعت نسبة المشاركة في عشرين دولة، حتى بلغت 51% في المتوسط، أو أعلى بنحو 8 نقاط مئوية مقارنة بالمرة الأخيرة. صحيح أن الانتخابات، في بعض البلدان، عقدت بالتزامن مع الانتخابات الوطنية، أو استخدمت كوسيلة لتوصيل رسائل سياسية محلية. لكن الانفصال عن الماضي كان حادا للغاية وأوسع من أن تكون مثل هذه المصادفات كافية لتقديم تفسير مقنع.

https://prosyn.org/IuH6GWLar