باريس — بعد 31 شهرا من الجدال بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوربي حول مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يبدو أن أيا من الجانبين لا يدري ماذا يريد في حقيقة الأمر.
وتتجلى هذه الحقيقة المحزنة بأكبر قدر من الوضوح في حالة المملكة المتحدة، حيث كان حزب المحافظين الحاكم في حالة حرب دائمة مع ذاته حول المعنى الحقيقي لاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي جرى في يونيو/حزيران 2016. وبعد سلسلة من الأحداث المؤسفة والأخطاء التكتيكية التي ارتكبتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بلغ الاقتتال داخل حزب المحافظين ذروته في منتصف يناير/كانون الثاني، عندما صوت البرلمان برفض اتفاق الخروج الذي توصلت إليه بعد مفاوضات. وقد بات من الواضح أن تيريزا ماي تفتقر إلى الدعم داخل حزبها لتسوية واقعية مع الاتحاد الأوروبي.
في ذات الوقت، يعارض أغلبية النواب والناخبين البريطانيين الخروج "بلا اتفاق" الذي يدعو إليه المحافظون المتشددون المتشككون في أوروبا. هذا السيناريو من شأنه أن يجعل المملكة المتحدة تخرق التزامات دولية ملزمة قانونا، وتعرض للخطر اتفاق 1998 الذي أنهى الصراع الطائفي العنيف في أيرلندا الشمالية، على النحو الذي يؤدي إلى تكاليف اقتصادية وخسارة مباشرة للوظائف. وفي وقت حيث يعجل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسقوط النظام العالمي الذي ساد منذ فترة ما بعد الحرب، فمن المذهل صراحة أن يظل أنصار الخروج من الاتحاد الأوروبي على إيمانهم بوهم بريطانيا العالمية المزدهرة المناصرة للتجارة الحرة. ومع ذلك فإن هذا هو ما وصلنا إليه حقا.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
The Russian state’s ideological madness and reversion to warlordism have been abetted by a religious fundamentalism that openly celebrates death in the name of achieving a god-like status. As Vladimir Putin’s propagandists are telling Russians, “Life is overrated.”
traces the religious and intellectual roots of the Kremlin’s increasingly morbid war propaganda.
It is hard to reconcile the jubilant mood of many business leaders with the uncertainty caused by the war in Ukraine. While there are some positive signs of economic recovery, a sudden escalation could severely destabilize the global economy, cause a stock market crash, and accelerate deglobalization.
warns that the Ukraine war and economic fragmentation are still jeopardizing world growth prospects.
Log in/Register
Please log in or register to continue. Registration is free and requires only your email address.
باريس — بعد 31 شهرا من الجدال بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوربي حول مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يبدو أن أيا من الجانبين لا يدري ماذا يريد في حقيقة الأمر.
وتتجلى هذه الحقيقة المحزنة بأكبر قدر من الوضوح في حالة المملكة المتحدة، حيث كان حزب المحافظين الحاكم في حالة حرب دائمة مع ذاته حول المعنى الحقيقي لاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي جرى في يونيو/حزيران 2016. وبعد سلسلة من الأحداث المؤسفة والأخطاء التكتيكية التي ارتكبتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بلغ الاقتتال داخل حزب المحافظين ذروته في منتصف يناير/كانون الثاني، عندما صوت البرلمان برفض اتفاق الخروج الذي توصلت إليه بعد مفاوضات. وقد بات من الواضح أن تيريزا ماي تفتقر إلى الدعم داخل حزبها لتسوية واقعية مع الاتحاد الأوروبي.
في ذات الوقت، يعارض أغلبية النواب والناخبين البريطانيين الخروج "بلا اتفاق" الذي يدعو إليه المحافظون المتشددون المتشككون في أوروبا. هذا السيناريو من شأنه أن يجعل المملكة المتحدة تخرق التزامات دولية ملزمة قانونا، وتعرض للخطر اتفاق 1998 الذي أنهى الصراع الطائفي العنيف في أيرلندا الشمالية، على النحو الذي يؤدي إلى تكاليف اقتصادية وخسارة مباشرة للوظائف. وفي وقت حيث يعجل الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسقوط النظام العالمي الذي ساد منذ فترة ما بعد الحرب، فمن المذهل صراحة أن يظل أنصار الخروج من الاتحاد الأوروبي على إيمانهم بوهم بريطانيا العالمية المزدهرة المناصرة للتجارة الحرة. ومع ذلك فإن هذا هو ما وصلنا إليه حقا.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in