slaughter101_THOMAS COEXAFP via Getty Images_israelwall Thomas Coex/AFP via Getty Images

هل يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في نفس العالم؟

برلين ــ يصف الكاتب في مجال العلوم إد يونج في كتابه الحائز على جائزة بوليتزر "عالم هائل: كيف تكشف حواس الحيوان العوالم الخفية من حولنا" كيف أن كل الثدييات والأسماك والحشرات ــ وجميع أشكال الحياة على الأرض ــ "محصورة داخل فقاعة حسية فريدة خاصة بها بحيث لا تدرك سوى جزء صغير جدًا من عالم هائل". إن تلك الفقاعة الحسية هي بيئة المخلوق، "الجزء من البيئة المحيطة التي يمكن للحيوان أن يشعر بها ويختبرها - عالمه الإدراكي". ان من الممكن أن يكون هناك مخلوقان "يقفان في نفس المساحة المادية"، ومع ذلك، "لكل منهما بيئة مختلفة تمامًا."

إن هذا يثير سؤالًا مهمًا بشكل أساسي: هل يشترك جميع البشر في نفس البيئة؟ أم هل يمكن أن نصبح غير قادرين على تبادل الخبرات؟

يتم تحديد العالم الإدراكي للحيوان من خلال تفاصيل حواسه. على سبيل المثال، تستخدم أسماك القرش الرائحة لتحديد موقع فريستها على بعد أميال في المحيط كما تستخدم حاسة البصر بمجرد أن تكون الفريسة داخل مجال رؤيتها، وعضو حسي يُعرف بالخط الجانبي لاكتشاف الحركة، والنبضات الكهربائية في النهاية لتوجيه هجومها. يمكن للطيور رؤية علامات الأشعة فوق البنفسجية على ريش بعضها البعض، وهو ما لا يستطيع البشر رؤيته، لذا فإن الطيور الذكور والإناث التي تبدو متطابقة بالنسبة لنا تبدو مختلفة تمامًا بالنسبة لها. أما الخفافيش فهي "ترى" العالم من خلال تحديد الموقع بالصدى، بينما تقوم بعض الأسماك بتحديد الموقع بالكهرباء.

https://prosyn.org/iAv0crbar