varoufakis69_ Alexi RosenfeldGetty Images_NYSESP500 Alexi Rosenfeld/Getty Images

ضربة ما بعد الرأسمالية الصيفية

أثيناـ في 12 آب (أغسطس)، حدث شيء خارق للعادة. إذ كشفت الأخبار أنه في الأشهر السبعة الأولى من عام 2020، عانى اقتصاد المملكة المتحدة من أكبر انكماش له على الإطلاق (تراجع في الدخل القومي تجاوز 20٪). وتفاعلت بورصة لندن مع هذا الانكماش بارتفاع في مؤشر فوتسي 100 بأكثر من 2٪. وفي نفس اليوم، عندما بدأت الولايات المتحدة تشبه دولة فاشلة وليس مجرد اقتصاد مضطرب، سجل مؤشر ستاندارد آند بورز 500 مستوىً قياسيًا.

ومن المؤكد أنه لطالما كافأت الأسواق المالية النتائج التي تعزز البؤس. إذ غالبا ما تكون الأخبار السيئة بالنسبة لعمال شركة ما- التسريح المخطط له، على سبيل المثال- أخبارًا سارة بالنسبة لأصحاب الأسهم في نفس الشركة. ولكن عندما غمرت الأخبار السيئة معظم العمال في وقت واحد، كانت أسواق الأسهم في تراجع دائم، بسبب التوقعات المعقولة التي تقول أنه مع تراجع إنفاق السكان، سيتقلص الدخل برمته، ومن ثم تراجع متوسط الأرباح وأرباح الأسهم. ولم يكن منطق الرأسمالية جميلاً، لكنه كان منطقيا.

ولكنه لم يعد كذلك. فلا يوجد منطق رأسمالي للتطورات التي بلغت ذروتها في 12 آب/أغسطس. ولأول مرة، أدى توقع واسع النطاق لتقلص الإيرادات والأرباح إلى- أو على الأقل لم يُعِق- موجة شراء مستمرة في لندن ونيويورك. وهذا ليس لأن المضاربين على يقين أن اقتصادات المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة قد وصلت إلى أدنى مستوياتها، وهذا ما يجعل الوقت الراهن الأنسب لشراء الأسهم.

https://prosyn.org/C7kkbuiar