تحديث توقعاتي بعد ميونيخ

لندن ــ قبل شهر بالضبط، ألقيت خطابا عشية مؤتمر الأمن في ميونيخ. منذ ذلك الحين، حدثت تطورات عديدة لافتة للنظر ــ وقد حدثت بسرعة شديدة ــ حتى أن الأمر يستحق مقارنة تنبؤاتي قبل شهر بالتطورات الفعلية.

كانت أكبر التغيرات مرتبطة بنظام المناخ العالمي. أعني بهذا الأحداث المناخية الفعلية وفهم علماء المناخ لتلك الأحداث. كانت الرسالة الرئيسية التي أردت إبلاغها في ميونيخ أن نظام المناخ العالمي يعتمد بدرجة كبيرة على ما يحدث في الدائرة القطبية الشمالية. كان النظام المناخي في الدائرة القطبية الشمالية منفصلا عادة عن النظام المناخي العالمي. كانت الرياح تهب عادة في اتجاه يمكن التنبؤ به عكس اتجاه عقارب الساعة؛ ولكن بسبب التدخل البشري المتزايد، لم تَـعُـد الحالة الغالبة هي الانفصال بين النظام المناخي في القطب الشمالي والنظام المناخي العالمي.

الواقع أن الهواء البارد يتسرب الآن من الدائرة القطبية الشمالية ويحل محله هواء دافئ يُـمـتَـص من الخارج. نتيجة لهذا، ارتفعت درجات الحرارة في الدائرة القطبية الشمالية بسرعة تعادل أربعة أمثال ارتفاع نظيراتها في بقية العالَـم خلال العقود الأربعة الأخيرة، كما يتسارع معدل ارتفاع درجات الحرارة بشكل خطير. منذ الخطاب الذي ألقيته في ميونيخ، ارتفعت درجات الحرارة في الدائرة القطبية الشمالية بأكثر من 20 درجة مئوية فوق المستوى الطبيعي، لتسجل بهذا أرقاما قياسية وتزيد من المخاوف بشأن المعدل الذي يذوب عنده الغطاء الجليدي في جرينلاند.