m1877.jpg

سُعار السدود في الصين

نيودلهي ــ مؤخرا، اصطدم سُعار بناء السدود الذي أصاب الصين بجدار في بورما (ميانمار)، حيث ساعد القرار الجريء الذي اتخذته الحكومة البورمية بوقف مشروع بناء السد المثير للجدال والذي تتولاه الصين في تمهيد الطريق أمام أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أميركي إلى البلاد منذ أكثر من نصف قرن.

كان مشروع بناء سد مايتسون، المتوقف الآن، عند منابع نهر إيراوادي ــ أضخم أنهار بورما ــ بتكلفة 3,6 مليار دولار أميركي، كان مصمماً لضخ الكهرباء على وجه الحصر إلى شبكة الطاقة في الصين، رغم أن بورما تعاني من انقطاع التيار الكهربائي يوميا. ولقد أشادت لجنة مراقبة وإدارة الأصول المملوكة للدولة التابعة لمجلس الدولة في الصين بسد مايتسون باعتباره نموذجاً مثالياً للمشاريع التي تخدم مصالح الصين في الخارج. ومن هنا فإن القرار الذي اتخذته الحكومة البورمية كان له وقع الصدمة على حكومة الصين، التي كانت قد بدأت للتو في التعامل مع بورما باعتبارها دولة موثوق بها كعميل للصين (فهي الدولة التي لا تزال تحتوي على مصالح صينية كبيرة، بما في ذلك المشروع الجاري لتمديد خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي بتكاليف تصل إلى مليارات الدولارات.

وعلى الرغم من هذه النكسة فإن الصين تظل الدولة الأكثر بناءً للسدود على مستوى العالم سواء في الداخل أو الخارج. ولم تتفوق أي دولة أخرى في عدد السدود التي أقامتها على الصين، التي تتباهى ببناء عدد من السدود أكبر من كل السدود التي أقامتها كل دول العالم مجتمعة.

https://prosyn.org/69ExN6Var