rodrik168_mlenny_getty images_teacher Mlenny/Getty Images

الاقتصاد ووجهه المتغير

كمبريدج ــ في الاستجابة للضغوط من الداخل والخارج، تتغير مهنة الاقتصاد تدريجيا نحو الأفضل. وليس من المستغرب أن تُـفضي ردة الفعل الشعبوية العكسية التي تجتاح الديمقراطيات المتقدمة في السنوات الأخيرة إلى بعض التأمل في الذات في هذا الفرع من المعرفة. ذلك أن الأسباب التي أحدثت ردة الفعل هذه ــ التقشف، واتفاقيات التجارة الحرة، والتحرير المالي، وإلغاء ضوابط سوق العمل التنظيمية ــ كانت تستند إلى أفكار أهل الاقتصاد.

لكن التحول يمتد إلى ما هو أبعد من معتقدات السياسة الاقتصادية. ففي هذا المجال، بدأنا نشهد أخيرا التعامل مع الممارسات الهرمية وثقافة الندوات العدوانية التي أنتجت بيئة غير مضيافة للنساء والأقليات. كشفت دراسة استقصائية أجرتها في عام 2019 الجمعية الاقتصادية الأميركية أن ما يقرب من نصف خبيرات الاقتصاد الإناث شعرن بالتمييز ضدهن أو عوملن بإجحاف بسبب نوعهن الجنسي. وما يقرب من ثلث خبراء الاقتصاد من غير ذوي البشرة البيضاء وجدوا معاملة ظالمة على أساس هويتهم العنصرية أو العِرقية.

وربما تكون هذه الاختلالات مترابطة. إن المهنة التي تتسم بقدر أقل من التنوع والانفتاح على الهويات المختلفة من المرجح أن تُـظهِر سمات مثل التفكير الجمعي والغطرسة. وإذا كان لهذه المهنة أن تعمل على توليد أفكار تصلح لمساعدة المجتمع في تحقيق الرخاء الشامل، فسوف يكون لزاما عليها أن تصبح هي ذاتها أكثر شمولية.

https://prosyn.org/LPrK7zVar