manyika10_gettyimages_braintechdatascientists Getty Images

ربيع الذكاء الاصطناعي المقبل

لندن ــ أضحت مظاهر الذكاء الاصطناعي تحيط بنا من كل جانب، حتى ولّدت حماسا وتشوقا لمعرفة الكيفية التي يمكن أن تسهم بها هذه التقنية في زيادة الرخاء وتغيير حياتنا بطرق شتى. لكن قد يُحدث الذكاء الاصطناعي خللا واضطرابا أيضا، لذا يجب على واضعي السياسات والشركات السعي لاقتناص القيمة الكاملة للفوائد المنتظرة من الذكاء الاصطناعي، مع تحاشي المخاطر السلبية.

كانت فكرة الذكاء الاصطناعي حاضرة منذ ما يزيد عن نصف قرن، وقد مررنا بفترات سابقة من الحماس تلتها مدد طويلة من الإحباط ــ أو شتاءات الذكاء الاصطناعي ــ حينما لم تكن التقنية ترتقي إلى التوقعات. لكن التقدم الحديث في خوارزميات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وما صاحبه من زيادة هائلة في القدرة الحاسوبية وانفجار في كمية البيانات المتاحة، أفضى إلى تقدمات كبيرة وملموسة، مما يبشر بإضافة قيمة للأفراد والشركات والمجتمع ككل.

تطبق الشركات بالفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي في المبيعات والتسويق لصياغة توصيات بمنتجات شخصية للعملاء الفرديين. وفي مجال التصنيع، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الصيانة التنبؤية من خلال تطبيق "التعلم العميق" على كميات كبيرة من البيانات الصادرة عن أجهزة الاستشعار. ويمكن للشركات تقليل وقت تعطل الآلات والمعدات، من المحركات النفاثة إلى خطوط التجميع، إذا استخدمت وفعّلت خوارزميات لاكتشاف العيوب. وقد سلطت أبحاثنا الضوء على مئات من دراسات الجدوى المشابهة، التي يمكنها مجتمعة خلق قيمة تقدر بنحو 3.5 تريليون دولار إلى 5.8 تريليون دولار سنويا.

https://prosyn.org/mXPJJHPar