54235e0446f86f380ef88f28_ve1321c.jpg

تحذير من الأرجنتين إلى الفارين المحتملين من اليورو

بوينس آيريس ـ كانت التوترات القائمة بين شمال منطقة اليورو وجنوبها، والتحويلات المالية المعقدة والمكلفة سياسياً والمطلوبة لتخفيف أزمة اليورو، من الأسباب التي دفعت العديد من الناس إلى التفكير فيما لا يمكن تصوره: ألا وهو أن إنقاذ العملة الأوروبية الموحدة قد يتطلب تخلي بعض البلدان عنها. والواقع أن الأحاديث عن الخروج من اليورو أصبحت مكثفة في الآونة الأخيرة، وخاصة في بلدان منطقة اليورو الجنوبية التي أصبحت في حاجة ماسة إلى استعادة قدرتها على المنافسة. ولكن مجرد التفكير فيما قد يعنيه الخروج من اليورو في الممارسة العملية لابد وأن يخرس مثل هذه الأحاديث تماما.

إن تبني عملة أقوى، مثل اليورو، ليس بالأمر الصعب أو غير المعتاد بشكل خاص. أما اعتماد عملة وطنية جديدة أضعف في محل عملة أخرى قوية في أوقات الضائقة المالية فإنه يشكل مسألة مختلفة تمام الاختلاف، ولا يعرف عنها أغلب خبراء الاقتصاد أي شيء تقريبا. ولعل التجربة الأقرب إلى هذه الحالة كانت خروج الأرجنتين في عام 2002 من ربط سعر صرف عملتها بالدولار، واعتماد نظام تعويم العملة الذي أسفر عن انخفاض قيمة البيزو بنسبة 300% في غضون ثلاثة أشهر.

وعلى الرغم من الاختلافات الواضحة بين الأرجنتين والبلدان المتعثرة في جنوب منطقة اليورو، فإن تجربة العملة الأرجنتينية تقدم دروساً واقعية يتعين على المشرعين الأوروبيين أن يتدبروها. فهل يريد الأوروبيون العودة إلى نسختهم الخاصة من "البيزو" المرن؟ يتعين على المشرعين الأوروبيين في أقل تقدير أن يكونوا على استعداد أولاً لتحويل العقود إلى العملات الوطنية، وثانياً فرض قيود صارمة على العمليات المصرفية التجارية، وثالثاً إعادة هيكلة الديون، ورابعاً فرض ضوابط على رأس المال وأسعار الصرف.

https://prosyn.org/NGSLeeOar