johnson114_ SAUL LOEBAFPGetty Images_trump Saul Loeb/AFP/Getty Images

الشعبوية الأمريكية وانعكاساتها

واشنطن، العاصمة- الشعبوية هي سياسة الحكومات التي تعتمد على الكثير من الوعود التي لا يمكن الالتزام بها في الأخير. ومنذ 1945، وُجدت أبرز الأمثلة التاريخية التي تجسد هذه الحكومات في أمريكا اللاتينية. وهناك دائما مدافعون يقولون أنه اكتُشف مصدر جديد لمعجزة اقتصادية. لكن النهاية هي دائما نفسها: أزمة ما أو كارثة.إن الشعبوية اليوم هي المهيمنة، لكن أكثرها خبثا هي شعبوية الولايات المتحدة الأمريكية- مما يعرض مصداقية البنك المركزي لخطر كبير.

وغالبا ما يُرفض أن  تكون الأرجنتين في عهد خوان بيرون (1946-1955) وخَلَفه، مثالا تشريعيا للفوضى الشعبوية. وكل شعبوية جديدة لها مميزاتها الخاصة، لكن ما يميزها بشكل عام: الزيادات في الأجور غير المستدامة، والاقتراض الخارجي المكثف ( الناتج عن التهور على المستوى المحلي وقصر النظر على المستوى الخارجي). إن النقاد مضطهدون، والخبراء مستهان بهم، ويتعرض للسخرية كل من يشغله قلق منطقي. و دائما ما تتضرر البنوك المركزية وغيرها من الهيئات المستقلة، مثل المحاكم، عن طريق تغيير الموظفين وغير ذلك من الضغوطات.

ثم يأتي يوم الحساب الذي يتمثل في الدمج بين نسبة من التضخم وتخفيض كبير في قيمة معدل الصرف وكساد كبير (أو أسوء). وتتكرر القصة من جديد مع حلقة أخرى من الوعود التي لا يمكن الوفاء بها. وحين يفقد البنك المركزي مصداقيته، فليس من السهل استرجاعها.   

https://prosyn.org/VT4SyTcar