f285b50246f86f880bda6e01_ms5815c.jpg Margaret Scott

أميركا وعجزها التجاري مع 87 دولة أخرى

نيوهافن ــ تعاني الولايات المتحدة من خلل كلاسيكي متعدد الأطراف في ميزانها التجاري. فهي إلى جانب العجز التجاري الضخم مع الصين، تعاني من عجز تجاري مع 87 دولة أخرى. والواقع أن هذا العجز المتعدد لا يمكن إصلاحه من خلال فرض الضغوط على أحد مكوناته الثنائية. ولكن هل يستمع أفراد الجوقة المتنامية من موبخي الصين إلى صوت العقل؟

إن هذا العجز التجاري الأميركي الهائل يأتي كنتيجة مباشرة لتراجع المدخرات المحلية على نحو غير مسبوق. ويمثل ما يطلق عليه خبراء الاقتصاد "صافي معدل الادخار الوطني" المقياس الأكثر شمولاً والأعظم دلالة لقدرة أي دولة على الادخار ـــ مجموع مدخرات الأفراد والشركات والحكومة. ويتم قياس هذا المعدل صافياً بهدف استبعاد انخفاض القيمة المرتبط بالشيخوخة أو القدرة الآيلة للزوال. وهو يقدم قياساً للمدخرات المتاحة لتمويل توسع رأسمال أي بلد، وبالتالي دعم نموه الاقتصادي.

وفي الولايات المتحدة لم يعد هناك ببساطة أي صافي ادخار. فمنذ الربع الأخير من عام 2008 كان صافي معدل الادخار الوطني في الولايات المتحدة سلبيا ــ وهو ما يتناقض بشكل حاد مع المتوسط الذي بلغ 6,4% من الناتج المحلي الإجمالي على مدى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين. ولم يسبق من قبل قط في التاريخ الحديث أن شهدت القوة الاقتصادية الرائدة على مستوى العالم نقصاً في الادخار بمثل هذه الأبعاد الأسطورية.

https://prosyn.org/kwgUTPHar