johnson165_Kevin FrayerGetty Images_facerecognition Kevin Frayer/Getty Images

هل تتصدى الديمقراطيات للأخ الأكبر؟

كمبريدج ــ لطالما تَـصَـوَّرَ كُـتّـاب القصص الخيالية سيناريوهات حيث يخضع كل نشاط بشري للمراقبة من قِـبَـل سلطة مركزية خبيثة. لكن الآن، وعلى الرغم من كل تحذيراتهم، نجد أنفسنا ننطلق بسرعة متهورة نحو مستقبل بائس يستحق وصف جورج أورويل في كتابه بعنوان "1984". الواقع أن المهمة المتمثلة في تقييم الكيفية التي نحمي بها حقوقنا ــ كمستهلكين، وعمال، ومواطنين ــ لم تكن في أي وقت مضى أكثر إلحاحا مما أصبحت عليه الآن.

يتمثل أحد الاقتراحات المعقولة في الحد من براءات اختراع تكنولوجيات المراقبة لتثبيط تطويرها والإفراط في استخدامها. بافتراض ثبات كل العوامل الأخرى، قد يتسبب هذا في الدفع بعمليات تطوير التكنولوجيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بعيدا عن تطبيقات المراقبة ــ على الأقل في الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات المتقدمة، حيث تشكل سبل حماية براءات الاختراع أهمية كبيرة، وحيث سيكون أصحاب رؤوس الأموال المغامرة محجمين عن دعم الشركات التي تفتقر إلى حقوق الملكية الفكرية القوية. ولكن حتى في حال تبني مثل هذه التدابير المعقولة، فسوف يظل العالَـم منقسما بين البلدان التي تفرض ضمانات فَـعّـالة بشأن المراقبة وتلك التي لا تفرض مثل هذه الضمانات. لهذا، نحن في احتياج إلى النظر في الأساس الشرعي الذي تقوم عليه التجارة بين هذه الكتل الناشئة.

على مدار الأشهر الثمانية عشر الأخيرة سجلت قدرات الذكاء الاصطناعي قفزة كبيرة إلى الأمام، ومن غير المرجح أن تتباطأ وتيرة التطور. كان الإصدار العام لروبوت المحادثة ChatGPT في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 طَـلقة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي دَوَّت في مختلف أرجاء العالَـم. لكن الزيادة السريعة بذات المستوى في قدرات المراقبة التي تمتلكها الحكومات والشركات لم تكن أقل أهمية. ولأن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتقن عمليات مضاهاة الأنماط، فقد جعل التعرف على الوجوه عملية دقيقة بدرجة مذهلة (وإن كان ذلك لا يخلو من بعض العيوب الكبرى). ومن الممكن استخدام ذات النهج العام للتمييز بين السلوك "الطيب" والسلوك المريب، والذي يستند ببساطة إلى الكيفية التي يتحرك بها الناس أو ينسجمون مع محيطهم.

https://prosyn.org/P3pnxHjar