American football players take a knee during the national anthem John Leyba/Getty Images

قوة المواطَنة الفاعلة

لندن ــ في جنوب أفريقيا، نَظَّم مؤتمر نقابات جنوب أفريقيا، وهو أكبر منظمة عمالية في البلاد، ما اعتُبِر أكبر احتجاجات شعبية منذ نهاية الفصل العنصري، ضد الفساد وسيطرة أصحاب المصالح على مفاصل الدولة. وفي مولدوفا يواصل المواطنون الاحتجاج على قانون انتخابي مثير للجدال ويحابي أكبر حزبين سياسيين في البلاد على حساب الحركات الأصغر حجما. وفي الولايات المتحدة، يركع لاعبو كرة القدم الأميركية المحترفون أثناء عزف النشيد الوطني للفت الانتباه إلى عنف الشرطة ضد ذوي البشرة السوداء.

على الرغم من اختلاف هذه الأمثلة على الاحتجاجات العامة فإنها تتقاسم شيئا واحدا مشتركا: فهي تعكس جهودا يبذلها مواطنون عاديون ليس فقط لمحاسبة حكوماتهم، بل وأيضا الشركات وغيرها من المؤسسات. وتشكل مثل هذه الأفعال، وحق المواطنين في التنظيم والمشاركة فيها، ضرورة أساسية، وخاصة في الأوقات العصيبة.

وليس هناك من شك في أننا نعيش الآن وقتا عصيبا. فقد دأب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون على تبادل الخطابات النارية، إلى الحد الذي يدفع كثيرون إلى الخوف من نشوب حرب على شبه الجزيرة الكورية ــ وربما حتى اندلاع صدام نووي. كما أحدثت كوارث طبيعية واسعة النطاق ــ الأعاصير في بورتوريكو، والفيضانات في جنوب آسيا، والزلازل في المكسيك ــ أضرارا جسيمة وأوقعت خسائر في الأرواح، ولكنها لم تسترع القدر الكافي من مساعدات الإغاثة.

https://prosyn.org/9InxZpuar