schmidt5_CFOTO_Future Publishing via Getty Images CFOTO/Future Publishing via Getty Images

الصراع العالمي لفرض الهيمنة التكنولوجية

بالو ألتو ــ قَـدًّمَ لنا العام الفائت بعض الدروس القديمة حول منافسات القوى العظمى. لكنه قدم أيضا بعض الدروس الجديدة حول الكيفية التي تعمل بها التكنولوجيا على تغيير التضاريس الاستراتيجية.

لم يعد هناك أي شك بشأن التحدي الذي تفرضه الصين وروسيا وغيرهما من الأنظمة الاستبدادية على سيادة القانون الدولي، واحترام السيادة، والمبادئ الديمقراطية، والشعوب الحرة. تنامت هذه التهديدات مع تسخير الصين وروسيا لتكنولوجيات جديدة لمراقبة السكان، والتلاعب بالمعلومات، والتحكم في تدفق البيانات. تقدم هذه الأنظمة مثالا للكيفية التي يتمكن بها الحكام المستبدون من إحكام قبضتهم على حرية الفكر والتعبير، وتكوين الجمعيات. قد تشكل التدابير الصارمة التي تفرضها الصين لخفض الإصابات بمرض فيروس كورونا إلى الصِـفر اختبارا لهذه السيطرة، لكن استخدامها لتكنولوجيات مثل الطائرات المسيرة بدون طيار لمراقبة الالتزام بالحجر الصحي يمثل حقبة جديدة من القمع الرقمي.

تزامن تصاعد التوترات الجيوسياسية مع توغلات متنامية إلى مختلف جوانب الحياة العامة والخاصة بالاستعانة بتكنولوجيات تخريبية. والتداعيات المترتبة على هذا في عام 2023 وما بعده واضحة: حيث تشكل منصات تكنولوجيا المستقبل الآن التضاريس الجديدة للمنافسة الاستراتيجية. وعلى هذا فإن الولايات المتحدة لديها مصلحة أساسية في التأكد من أن هذه التكنولوجيات مصممة ومبنية ومطبقة ومحكومة بواسطة أنظمة ديمقراطية.

https://prosyn.org/sWwOF0Jar