ميونيخ ــ يعلم خبراء "نظرية الألعاب" (دراسة عملية اتخاذ القرار الاستراتيجي) أن الخطة (أ) لا تكفي أبدا. بلي يتعين على المرء أن يعمل أيضاً على تطوير واقتراح خطة "ب" (خطة بديلة) معقولة وجديرة بالثقة ــ التهديد الضمني الذي يدفع إلى الأمام المفاوضات بشأن الخطة (أ). ويدرك وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس هذه الحقيقة تمام الإدراك. فمنذ شغل منصبه في الحكومة اليونانية، بدأ العمل على الخطة البديلة (الخروج المحتمل من منطقة اليورو)، في حين يكرس رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس جهوده للخطة الأصلية (تمديد اتفاقية قرض اليونان، وإعادة التفاوض على شروط خطة إنقاذها). وبوسعنا أن نقول إنهما يمارسان اللعبة الكلاسيكية "الشرطي الطيب/الشرطي الشرير" ــ وحتى الآن بفعالية كبيرة.
تضم الخطة البديلة عنصرين أساسيين. فأولا، هناك استفزاز بسيط يهدف إلى إثارة حماسة المواطنين اليونانيين وبالتالي تصعيد التوتر بين الدولة ودائنيها. فلابد أن يعتقد المواطنون في اليونان يهربون من ظلم فادح إذا استمروا في وضع ثقتهم في حكومتهم خلال الفترة العصيبة التي قد تعقب الخروج من منطقة اليورو.
وثانيا، تعمل الحكومة على رفع تكاليف الخطة البديلة المترتبة على الجانب الآخر، وذلك من خلال السماح بهروب رؤوس الأموال من قِبَل مواطنيها. وإذا ما اختارت ذلك فإن الحكومة ربما تحتوي هذا الاتجاه باتباع نهج أكثر ميلاً إلى التوفيق، أو توقفه بشكل كامل بفرض ضوابط رأس المال. ولكن هذا من شأنه أن يضعف موقفها التفاوضي، وهذا ليس بالخيار الوارد.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Rather than seeing themselves as the arbiters of divine precepts, Supreme Court justices after World War II generally understood that constitutional jurisprudence must respond to the realities of the day. Yet today's conservatives have seized on the legacy of one of the few justices who did not.
considers the complicated legacy of a progressive jurist whom conservatives now champion.
In October 2022, Chileans elected a far-left constitutional convention which produced a text so bizarrely radical that nearly two-thirds of voters rejected it. Now Chileans have elected a new Constitutional Council and put a far-right party in the driver’s seat.
blames Chilean President Gabriel Boric for the rapid rise of the authoritarian populist José Antonio Kast.
ميونيخ ــ يعلم خبراء "نظرية الألعاب" (دراسة عملية اتخاذ القرار الاستراتيجي) أن الخطة (أ) لا تكفي أبدا. بلي يتعين على المرء أن يعمل أيضاً على تطوير واقتراح خطة "ب" (خطة بديلة) معقولة وجديرة بالثقة ــ التهديد الضمني الذي يدفع إلى الأمام المفاوضات بشأن الخطة (أ). ويدرك وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس هذه الحقيقة تمام الإدراك. فمنذ شغل منصبه في الحكومة اليونانية، بدأ العمل على الخطة البديلة (الخروج المحتمل من منطقة اليورو)، في حين يكرس رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس جهوده للخطة الأصلية (تمديد اتفاقية قرض اليونان، وإعادة التفاوض على شروط خطة إنقاذها). وبوسعنا أن نقول إنهما يمارسان اللعبة الكلاسيكية "الشرطي الطيب/الشرطي الشرير" ــ وحتى الآن بفعالية كبيرة.
تضم الخطة البديلة عنصرين أساسيين. فأولا، هناك استفزاز بسيط يهدف إلى إثارة حماسة المواطنين اليونانيين وبالتالي تصعيد التوتر بين الدولة ودائنيها. فلابد أن يعتقد المواطنون في اليونان يهربون من ظلم فادح إذا استمروا في وضع ثقتهم في حكومتهم خلال الفترة العصيبة التي قد تعقب الخروج من منطقة اليورو.
وثانيا، تعمل الحكومة على رفع تكاليف الخطة البديلة المترتبة على الجانب الآخر، وذلك من خلال السماح بهروب رؤوس الأموال من قِبَل مواطنيها. وإذا ما اختارت ذلك فإن الحكومة ربما تحتوي هذا الاتجاه باتباع نهج أكثر ميلاً إلى التوفيق، أو توقفه بشكل كامل بفرض ضوابط رأس المال. ولكن هذا من شأنه أن يضعف موقفها التفاوضي، وهذا ليس بالخيار الوارد.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in