Brain scans BSIP/UIG Via Getty Images

هل يستطيع ترمب أن يثبت سلامة عقله؟

لندن ــ منذ تولى دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة قبل عام واحد، بدأت الشكوك حول ثباته الذهني وصحته العقلية تتصاعد على نحو مستمر. ومع إصدار كتاب مايكل وولف بعنوان "النار والغضب: داخل بيت ترمب الأبيض"، والذي يزعم مؤلفه أنه يقدم نظرة من وراء الكواليس إلى الإدارة المختلة التي يقودها الرئيس، يبدو أن هذه الشكوك اكتسبت قدرا متجددا من الأهمية والإلحاح. ولكن بعيدا عن الادعاء على موقع تويتر بأنه "عبقري مستقر للغاية"، ماذا يستطيع ترمب أن يفعل حقا لإثبات لياقته نفسيا للمنصب الذي يُعَد وفقا لبعض التعريفات المنصب الأعلى في العالَم؟

لا يوجد اختبار مادي واضح للمرض العقلي. فحتى إذا أُخضِع ترمب لمجموعة كاملة من اختبارات الدم وفحوصات الدماغ الدقيقة، فلن تثبت النتائج أي شيء في الأرجح. الواقع أن الغالبية العظمى من المصابين بالذهان تأتي نتائج فحصهم طبيعية. وعلى نحو مماثل، لا تعني نتائج الفحوصات غير الطبيعية ضعف القدرة العقلية بالضرورة: فبوسع أي شخص أن يحتفظ بذكائه، حتى بعد أن يفقد جزءا كبيرا من دماغه.

على سبيل المثال، أثبتت دراسة حديثة شملت 54 طفلا خضعوا لعملية استئصال نصف الدماغ لعلاج حالة من الصرع الشديد المستعصي أن جميعهم، باستثناء أربعة فقط، أظهروا نفس القدرة الفكرية، أو ربما حتى قدرة فكرية محسنة. وعلى هذا فإن رأس ترمب ربما يحتوي فعليا على نصف دماغ، لكن هذا يظل غير كاف لإثبات كونه مريضا عقليا.

https://prosyn.org/00Ify5xar