في وقت ما من هذا الشهر من المقرر أن يعلن جورج دبليو بوش ـ على مضض ـ عن سياسة جديدة للولايات المتحدة في العراق. والحقيقة أن هذه السياسة الجديدة ضرورية ليس فقط لإيقاف انزلاق أميركا إلى مستنقع العجز بينما تحاول منع العراق من السقوط في هوة الحرب الأهلية الشاملة، بل وأيضاً لأن خريطة القوة في الشرق الأوسط قد تبدلت بصورة جذرية.
كانت تلك الخريطة تتقلب على نحو متصل طيلة الستين عاماً الماضية، وأثناء هذه الفترة ظلت القوى الرئيسية في المنطقة ـ مصر، والعراق، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، وإسرائيل، وإيران ـ تشكل التحالفات ثم تحلها. والآن بدأنا نشهد ما يشبه خط التقسيم، وإذا ما نجح بوش أخيراً في فهم الديناميكية التي تتحرك المنطقة وفقاً لها، فقد يتمكن من صياغة سياسة قد يكون لها حظ من النجاح.
ويتجسد هذا التحول الإقليمي من خلال بروز تحالف فعلي لا يتجاسر أحد على تسميته بصراحة. فقد اجتمع الكيانان الأبعد عن أي احتمال لقيام تحالف بينهما، إسرائيل والمملكة العربية السعودية، على هدف واحد يتلخص في احتواء العدو المشترك: إيران بنفوذها المتنامي في العراق، ولبنان، وفلسطين. إن إيران لا تكتفي بتهديد إسرائيل (والمنطقة) نتيجة لرغبتها الملحة في امتلاك القدرة النووية وبسبب مقاتليها بالوكالة من الشيعة؛ بل إنها تسعى أيضاً إلى اغتصاب الدور التقليدي الذي تلعبه الأنظمة العربية السُـنّية المعتدلة كمدافع عن الفلسطينيين.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
The sudden collapse of Silicon Valley Bank was met by an equally swift response from US regulators. But the crisis is far from over, and the nature of the authorities’ response introduces problems of its own.
considers the risk that other banks will experience liquidity problems as interest rates continue to rise.
The emerging breed of industrial policies, which emphasize production, fair wages, and localism, could serve as the basis for post-neoliberal economies. But to tackle the challenges of the twenty-first century and ensure a sustainable future, we need a policy framework that recognizes the value of human connection.
make the case for an economic strategy that prioritizes shared prosperity over competition.
في وقت ما من هذا الشهر من المقرر أن يعلن جورج دبليو بوش ـ على مضض ـ عن سياسة جديدة للولايات المتحدة في العراق. والحقيقة أن هذه السياسة الجديدة ضرورية ليس فقط لإيقاف انزلاق أميركا إلى مستنقع العجز بينما تحاول منع العراق من السقوط في هوة الحرب الأهلية الشاملة، بل وأيضاً لأن خريطة القوة في الشرق الأوسط قد تبدلت بصورة جذرية.
كانت تلك الخريطة تتقلب على نحو متصل طيلة الستين عاماً الماضية، وأثناء هذه الفترة ظلت القوى الرئيسية في المنطقة ـ مصر، والعراق، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، وإسرائيل، وإيران ـ تشكل التحالفات ثم تحلها. والآن بدأنا نشهد ما يشبه خط التقسيم، وإذا ما نجح بوش أخيراً في فهم الديناميكية التي تتحرك المنطقة وفقاً لها، فقد يتمكن من صياغة سياسة قد يكون لها حظ من النجاح.
ويتجسد هذا التحول الإقليمي من خلال بروز تحالف فعلي لا يتجاسر أحد على تسميته بصراحة. فقد اجتمع الكيانان الأبعد عن أي احتمال لقيام تحالف بينهما، إسرائيل والمملكة العربية السعودية، على هدف واحد يتلخص في احتواء العدو المشترك: إيران بنفوذها المتنامي في العراق، ولبنان، وفلسطين. إن إيران لا تكتفي بتهديد إسرائيل (والمنطقة) نتيجة لرغبتها الملحة في امتلاك القدرة النووية وبسبب مقاتليها بالوكالة من الشيعة؛ بل إنها تسعى أيضاً إلى اغتصاب الدور التقليدي الذي تلعبه الأنظمة العربية السُـنّية المعتدلة كمدافع عن الفلسطينيين.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in