واشنطن، العاصمة ـ إن معارضة الخطط الرامية إلى بناء مسجد بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين سقطا في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، تأتي في أشكال وهيئات متعددة. والحق يُقال إن الكثير من المعارضين تجنبوا التعصب الوقح الذي أصبح سمة ثابتة في خطاب جناح اليمين في الولايات المتحدة. ولكن حتى أولئك الذين اختاروا الاعتدال في انتقاد بناء المسجد (وهو في واقع الأمر مركز ثقافي إسلامي يشتمل على غرفة للصلاة ويحمل اسم "بارك 51") يكشفون في سردهم لحججهم عن افتراضين مشكوك في صحتهما بقدر تأصلهما في الخطاب العام السائد في الولايات المتحدة.
أول هذين الافتراضين الخاطئين يتلخص في التهوين من شأن التعصب الاجتماعي باعتباره تهديداً للحرية. فرغم أن معارضي المشروع يتقبلون أوراقه الرسمية التي لا تشوبها شائبة من الناحية القانونية، إلا أنهم يطالبون بتغيير موقعه على اعتبار أن حتى السلوك القانوني قد يكون مسيئاً لمجموعة من المواطنين رغم استيفائه لكافة الشروط. وهذا في واقع الأمر مسار خطير لا يجوز لمجتمع ليبرالي أن يسلكه.
قبل أكثر من مائة وخمسين عاماً مضت، هَدَم جون ستيوارت مِل في مقاله "عن الحرية" اعتقاداً مفاده أن البحث عن الحرية الفردية هو في المقام الأول صراع ضد الدولة. بيد أن هذا الاعتقاد لا يزال بارزاً بوضوح في الترسانة البلاغية التي يتسلح بها المحافظون في الولايات المتحدة، وخاصة في التصريحات الملتهبة التي يلقيها أعضاء حركة حزب الشاي. ولكن كما يستطيع أي فرد ينتمي إلى جماعة مضطهدة تاريخيا ـ من المثليين إلى اليهود إلى الغجر ـ أن يشهد، فإن التعصب الاجتماعي قد يفضي إلى تقليص أو بتر الحقوق المدنية مثله في ذلك كمثل أي قانون.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
The banking system we take for granted is unfixable. The good news is that we no longer need to rely on any private, rent-seeking, socially destabilizing network of banks, at least not the way we have so far.
shows why the current private system is unfixable – and why we don’t need to tolerate it anymore.
Like Vladimir Putin, China's leader is so steeped in a narrative of victimhood and fearful of appearing weak that it is hard to imagine him ever leading China out of the mess he has created. He could well be remembered as the leader who squandered history's most remarkable economic success story.
about the country's increasingly worrisome trajectory, both at home and abroad.
Artificial IdiocyFrank Rumpenhorst/picture alliance via Getty Images
واشنطن، العاصمة ـ إن معارضة الخطط الرامية إلى بناء مسجد بالقرب من موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين سقطا في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، تأتي في أشكال وهيئات متعددة. والحق يُقال إن الكثير من المعارضين تجنبوا التعصب الوقح الذي أصبح سمة ثابتة في خطاب جناح اليمين في الولايات المتحدة. ولكن حتى أولئك الذين اختاروا الاعتدال في انتقاد بناء المسجد (وهو في واقع الأمر مركز ثقافي إسلامي يشتمل على غرفة للصلاة ويحمل اسم "بارك 51") يكشفون في سردهم لحججهم عن افتراضين مشكوك في صحتهما بقدر تأصلهما في الخطاب العام السائد في الولايات المتحدة.
أول هذين الافتراضين الخاطئين يتلخص في التهوين من شأن التعصب الاجتماعي باعتباره تهديداً للحرية. فرغم أن معارضي المشروع يتقبلون أوراقه الرسمية التي لا تشوبها شائبة من الناحية القانونية، إلا أنهم يطالبون بتغيير موقعه على اعتبار أن حتى السلوك القانوني قد يكون مسيئاً لمجموعة من المواطنين رغم استيفائه لكافة الشروط. وهذا في واقع الأمر مسار خطير لا يجوز لمجتمع ليبرالي أن يسلكه.
قبل أكثر من مائة وخمسين عاماً مضت، هَدَم جون ستيوارت مِل في مقاله "عن الحرية" اعتقاداً مفاده أن البحث عن الحرية الفردية هو في المقام الأول صراع ضد الدولة. بيد أن هذا الاعتقاد لا يزال بارزاً بوضوح في الترسانة البلاغية التي يتسلح بها المحافظون في الولايات المتحدة، وخاصة في التصريحات الملتهبة التي يلقيها أعضاء حركة حزب الشاي. ولكن كما يستطيع أي فرد ينتمي إلى جماعة مضطهدة تاريخيا ـ من المثليين إلى اليهود إلى الغجر ـ أن يشهد، فإن التعصب الاجتماعي قد يفضي إلى تقليص أو بتر الحقوق المدنية مثله في ذلك كمثل أي قانون.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in