mcardenas2_GettyImages_southamericadigitaldots Getty Images

وقف التراجع الاقتصادي لأمريكا اللاتينية

بوغوتا - "فناء ليس لأحد: صعود أمريكا اللاتينية"؛ هكذا عنونت مجلة ليكونوميست غلاف عددها الصادر في 11سبتمبر/أيلول 2010. و كان ضمن صفحات المجلة تقرير خاص قدم نظرة متفائلة بشأن مستقبل المنطقة. ولا عجب في ذلك، نظرا لأن ارتفاع أسعار السلع الأساسية يمكّن معظم بلدان أمريكا اللاتينية من توسيع نطاق البرامج الاجتماعية، والحد من الفقر وعدم المساواة إلى حد كبير.

وتمكنت الحكومات في جميع أنحاء المنطقة من تحسين مستويات المعيشة، سواء كان ذلك بقيادة الرؤساء ذوو الميول اليسارية، مثل لويز إيناسيو لولا دا سيلفا في البرازيل، ونستور كيرشنر في الأرجنتين، أو اليمينيين على غرار الرئيس ألفارو أوريبي في كولومبيا. وأدى النمو السريع للصين والطلب المتزايد على معادن أمريكا اللاتينية، و فول الصويا الخاص بها، ونفطها، إلى خلق فرص عمل وزيادة عائدات الضرائب. بالإضافة إلى ذلك، فإن التسهيل الكمي الذي تعتمده البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة عزز السيولة العالمية، مما أتاح كميات كبيرة من رأس المال للاستثمار.

ولكن تلك الأيام ولت. واليوم، تقف أمريكا اللاتينية في مفترق الطرق. إذ تباطأ نموها الاقتصادي، وارتفعت مستويات المعيشة فيها، وأصبح التقدم الاجتماعي في خطر. وأصبحت الطبقة الوسطى الناشئة، الآن، معرضة للخطر، والعودة إلى الفقر أصبح احتمالا حقيقيا للكثيرين. ولتجنب هذا السيناريو المقلق، أصبحت أمريكا اللاتينية في أمس الحاجة إلى زيادة الاستثمار في البنية التحتية، والتكنولوجيا، ورأس المال البشري.

https://prosyn.org/dbRGxlkar