J. Bradford DeLong, Professor of Economics at the University of California, Berkeley, is a research associate at the National Bureau of Economic Research and the author of Slouching Towards Utopia: An Economic History of the Twentieth Century (Basic Books, 2022). He was Deputy Assistant US Treasury Secretary during the Clinton Administration, where he was heavily involved in budget and trade negotiations. His role in designing the bailout of Mexico during the 1994 peso crisis placed him at the forefront of Latin America’s transformation into a region of open economies, and cemented his stature as a leading voice in economic-policy debates.
منذ قرن ونصف القرن من الزمان تنبأ كارل ماركس ، على نحو متشائم ومتحمس في نفس الوقت، بأن الرأسمالية الحديثة التي شهد نشوءها وتطورها سوف تثبت عجزها عن تطوير الأدوات اللازمة لتوزيع الدخول على نحو مقبول. ولقد زعم ماركس أن الثروة سوف تنمو، إلا أن أقلية من الناس، وليس الأغلبية، سوف تستفيد منها: "سوف تستمر غابة الأذرع الممدودة طلباً للحصول على فرصة للعمل في النمو، إلا أن الأذرع الممدودة ذاتها سوف تزداد نحافة على نحافة، ولسوف يحرض الظلم على التمرد والثورة، الأمر الذي لابد وأن يؤدي في النهاية إلى إنتاج نظام جديد أفضل، وأكثر عدلاً وازدهاراً ومساواة.
ومنذ ذلك الوقت ظل أفراد التيار السائد من خبراء الاقتصاد يكسبون عيشهم بكل صبر وأناة بشرح وتفسير الأسباب التي تجعلهم يعتقدون أن ماركس كان على خطأ. أجل، لقد كانت صدمة انعدام التوازن الأولية التي أحدثتها الثورة الصناعية، وما زالت، مرتبطة بالارتفاع السريع لمعدلات التفاوت، بعد أن انفتحت أبواب الفرص أمام المنافسة الشرسة والمغامرة، وبعد أن ارتفعت أسعار السوق التي فرضتها المهارات النادرة إلى عنان السماء.
إلا أنها كانت مرحلة انتقالية ـ أو كان من المفترض أن تكون انتقالية. فالمجتمع الزراعي الراكد تكنولوجياً لابد وأن يكون مجتمعاً يتسم بالتفاوت الشديد: فبالقوة والاحتيال، عمل أفراد الطبقة العليا على دفع مستويات المعيشة بين الفلاحين إلى الحضيض، حتى لم يعد بوسعهم أن يحلموا بأكثر من إشباع جوعهم وسد رمقهم، واستحلوا لأنفسهم كل الفائض باعتباره إيجاراً للأرض التي يملكونها. وبطبيعة الحال، كانت الإيجارات المدفوعة لأصحاب الأرض من النبلاء سبباً في تعاظم ثرواتهم وسلطانهم بعد أن كفلت لهم الموارد اللازمة لإبقاء الفلاحين عند أدنى مستوى من المعيشة، وتوسيع ثرواتهم قدر الإمكان، إذ أن مساحة الأرض الزراعية في النهاية ثابتة لا تتغير.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in