hungary serbia barbed wire fence Attila Volgyi/ZumaPress

أم الأزمات

برينستون ــ للوهلة الأولى، تبدو الأزمات الدولية الكبرى اليوم وكأن لا شيء مشترك بينها سوى القليل. فبعضها، مثل دراما الديون في اليونان، كوارث اقتصادية؛ وبعضها، مثل انهيار سوريا، تتسم بالوحشية والفوضى السياسية؛ وبعضها الآخر، وأبرزها معضلة أوكرانيا، تقع في مكان ما بين الفئتين الأوليين. ولكن برغم ما قد يرغب صناع السياسيات في تصديقه، فإن هذه الأحداث ليست بلا روابط تصل بينها جميعا. بل إنها على العكس من ذلك تعكس أزمة أكثر عمقاً تتعلق بالتكامل الدولي والتعاون.

على مدى السنوات الستين الماضية شهد العالم قدراً غير مسبوق من السلام والازدهار لسبب بسيط: وهو أن البلدان أدمجت نفسها طوعاً في مجتمع دولي مدعوم بقواعد ومعايير مشتركة. ولكن هذا الاتجاه أفسح المجال لاستجابات تدريجية بطيئة للأزمات، سواء من خلال التقشف أو السيطرة على الضرر على المستوى المحلي، والتي تستند إلى افتراض معقول مفاده أن المشاكل كتلك التي تعاني منها اليونان وسوريا وأوكرانيا سوف تصحح نفسها تلقائياً في نهاية المطاف.

وفي الاعتماد على تدابير مؤقتة لمعالجة الأزمات، يبدو أن زعماء العالم تناسوا إلى أي مدى أصبح العالم مترابطا. فالاضطرابات أو فترات الركود في أحد الأجزاء من نظام معقد من الممكن أن تخلف عواقب هائلة في أماكن أخرى، في هيئة أزمة لاجئين على سبيل المثال أو اتساع في فجوة التفاوت بين الناس.

https://prosyn.org/otK0Njrar