chellaney113_NICOLASASFOURIAFPGettyImages_chineseguardhandinface Nicolas Asfouri/AFP/Getty Images

تيانانمين الصينية والمحاسبة

هونغ كونغ- ان الذكرى الثلاثين لمجزرة ميدان تيانانمين والتي حصدت أرواح 10000شخص على اقل تقدير هي ذكرى مهمة لعدة أسباب . أولا ، ان الهجوم المميت على المظاهرات التي كان يقودها الطلبة ما تزال فصلا مظلما ومخفيا في الطرح الشيوعي الصيني . ثانيا ، ان التعسف الذي استخدمته القوات الصينية ضد مواطنيها لم يستمر منذ المجزرة فحسب بل اصبح أكثر منهجية وتعقيدا وفعالية علما ان ميزانية الامن الداخلي الصيني تتجاوز الان رسميا الانفاق الدفاعي الصيني الضخم ولكن في الوقت نفسه فإن التعويل على القوة المتوحشة يبعث برسالة مشؤومة للحزب الشيوعي الصني نفسه .

لقد قامت السلطات الصينية خلال ليلة المذبحة بتاريخ 3-4 يونيو 1989 بسحق المحتجين المؤيدين للديمقراطية بإستخدام الدبابات والرشاشات . أما في اوروبا الشرقية فإن الاندفاع نحو الديمقراطية أدى الى سقوط جدار برلين بعد ذلك التاريخ بخمسة اشهر فقط مما بشر بنهاية الحرب الباردة ولكن الغرب تراجع عن الابقاء على عقوباته ضد الصين في اعقاب تيانانمين مما مهد الطريق للصعود الدراماتيكي للصين .

ان الغرب لم يتستر على المجزرة فحسب ، بل تجاهل كذلك التجاوزات الصينية اللاحقة وممارستها التجارية غير العادلة . لقد عبَّر الرئيس الامريكي دونالد ترامب مؤخرا عن مشاعر الحسرة عندما اشار الى كيفية مساهمة الولايات المتحدة الامريكية بالصعود الصيني وكيف انها قد خلقت "وحشا" حيث قال :" لقد استغلتنا الصين لسنوات عديدة ونحن نتحمل اللوم على ذلك وانا لا الومهم فأنا لا الوم الرئيس الصيني تشي جينبينغ بل الوم جميع رؤسانا وليس فقط الرئيس اوباما . لو رجعنا بالزمن الى الوزراء سنجد ان كلينتون وجورج بوش الابن والجميع سمحوا لذلك بإن يحدث فلقد خلقوا وحشا".

https://prosyn.org/nyABQ3Tar