برلين ــ يوما بعد يوم يتضح لنا على نحو متزايد أن الاتحاد الأوروبي لم يُنشأ لكي يكون كيانا فاعلا على المستوى العالمي. فالاتحاد الأوروبي فكرة أوروبية محضة، وُضعت لإحلال السلام والرخاء في إقليم مزقته قرون من الحروب المتواصلة. وكان القصد من إنشائه أن يعتني بشؤونه الخاصة، على أن يدع القضايا ذات الأهمية العالمية للعضوين الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهما بريطانيا وفرنسا.
في ظل هذا الترتيب، تمكن الاتحاد الأوروبي من تحقيق الاستقرار لجيرانه. ورغم تبني الدول الأخرى استراتيجيات سياسية واقتصادية عالمية، اعتمدنا نحن كأوروبيين على تاريخنا المشترك وتقاليدنا الديمقراطية وبوصلتنا الأخلاقية في خدمة تكامل إقليمي متقطع. لكن مواطن القوة تلك لن تضمن لأوروبا تواصل دورها المهم. فما نشهده من تغير اقتصادي وقفزات تقنية (كالمنصات الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي، والتشغيل الآلي (الأتمتة)، واحتكارات البيانات، والتوزيع ذي التكلفة الحدية الصفرية) يعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، ويحدث انقلابا في هياكل القوة الراسخة، ويغذي التمزق السياسي داخل بلدان كثيرة.
هنا تتكشف نقطة الضعف الحقيقية التي تعيب أوروبا. إذ لا يُظهر الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أي استجابة فعّالة أو تفاعل مؤثر مع الاتجاهات التقنية السياسية الرائجة في عصرنا. فنجد من ناحية أن نمو الشركات الكبرى فوق الوطنية يعيد تشكيل المعايير عبر الاقتصاد العالمي، بينما يخلق سعي الصين لتحقيق الاستقلال التقني (وبعده السيادة) انقساما في البنية الفوقية للاقتصاد العالمي من ناحية أخرى. ورغم تناقض هذين الاتجاهين إلى حد ما، فإن بينهما شيئا مشتركا وهو: وقوف أوروبا موقف المتفرج.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
At the end of European Communism, there was a widespread, euphoric hope that freedom and democracy would bring a better life; eventually, though, many lost that hope. The problem, under both Communism and the new liberal dispensation, was that those pursuing grand social projects had embraced ideology instead of philosophy.
considers what an Albanian Marxist philosopher can tell us about liberty in today's world.
For the US, Slovakia's general election may produce another unreliable allied government. But instead of turning a blind eye to such allies, as President Joe Biden has been doing with Poland, or confronting them with an uncompromising stance, the US should spearhead efforts to help mend flawed democracies.
reflect on the outcome of Slovakia's general election in the run-up to Poland's decisive vote.
برلين ــ يوما بعد يوم يتضح لنا على نحو متزايد أن الاتحاد الأوروبي لم يُنشأ لكي يكون كيانا فاعلا على المستوى العالمي. فالاتحاد الأوروبي فكرة أوروبية محضة، وُضعت لإحلال السلام والرخاء في إقليم مزقته قرون من الحروب المتواصلة. وكان القصد من إنشائه أن يعتني بشؤونه الخاصة، على أن يدع القضايا ذات الأهمية العالمية للعضوين الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهما بريطانيا وفرنسا.
في ظل هذا الترتيب، تمكن الاتحاد الأوروبي من تحقيق الاستقرار لجيرانه. ورغم تبني الدول الأخرى استراتيجيات سياسية واقتصادية عالمية، اعتمدنا نحن كأوروبيين على تاريخنا المشترك وتقاليدنا الديمقراطية وبوصلتنا الأخلاقية في خدمة تكامل إقليمي متقطع. لكن مواطن القوة تلك لن تضمن لأوروبا تواصل دورها المهم. فما نشهده من تغير اقتصادي وقفزات تقنية (كالمنصات الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي، والتشغيل الآلي (الأتمتة)، واحتكارات البيانات، والتوزيع ذي التكلفة الحدية الصفرية) يعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، ويحدث انقلابا في هياكل القوة الراسخة، ويغذي التمزق السياسي داخل بلدان كثيرة.
هنا تتكشف نقطة الضعف الحقيقية التي تعيب أوروبا. إذ لا يُظهر الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أي استجابة فعّالة أو تفاعل مؤثر مع الاتجاهات التقنية السياسية الرائجة في عصرنا. فنجد من ناحية أن نمو الشركات الكبرى فوق الوطنية يعيد تشكيل المعايير عبر الاقتصاد العالمي، بينما يخلق سعي الصين لتحقيق الاستقلال التقني (وبعده السيادة) انقساما في البنية الفوقية للاقتصاد العالمي من ناحية أخرى. ورغم تناقض هذين الاتجاهين إلى حد ما، فإن بينهما شيئا مشتركا وهو: وقوف أوروبا موقف المتفرج.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in