PS_Macron_Feature_No_Text_1360x680

تجديد أوروبا

باريس ــ لم يحدث قَط منذ الحرب العالمية الثانية أن كانت أوروبا بهذا القدر من الأهمية الجوهرية. بيد أنها أيضا لم تكن من قَبل قط عُرضة لمثل هذا القدر من الخطر.

ويشكل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي رمزا لكل هذا. فهو يرمز لأزمة أوروبا، التي فشلت في الاستجابة لاحتياج شعوبها المتمثل في الحماية من الصدمات الكبرى التي تعصف بالعالم المعاصر. كما يرمز للفخ الأوروبي. لا يتمثل الفخ في كونها جزءا من الاتحاد الأوروبي، بل تجسده الأكاذيب وانعدام المسؤولية على النحو الذي قد ينتهي إلى تدميرها.

فمن قال للشعب البريطاني الحقيقة حول مستقبلهم بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي؟ ومن تحدث إليهم حول خسارة القدرة على الوصول إلى السوق الأوروبية؟ ومن ذَكَر المخاطر التي تهدد السلام في أيرلندا نتيجة للعودة إلى الحدود السابقة؟ الواقع أن الانعزالية القومية لا تقدم أي شيء. فهي رفض للواقع دون تقديم بديل. ويهدد هذا الفخ أوروبا بالكامل: إذ يَعِد المروجون للغضب، بدعم من أخبار زائفة كاذبة، بأي شيء وكل شيء.

https://prosyn.org/kCUclh5ar