a39d2f0346f86f400c61c002_pa3867c.jpg

مسار آمن عبر حقل الألغام في أوروبا

لندن ــ في وقت سابق من هذا الأسبوع سلمت مجموعة تتألف من نحو مائة شخصية أوروبية بارزة خطاباً مفتوحاً إلى زعماء بلدان منطقة اليورو السبعة عشر. ولقد أكد الخطاب في كلمات كثيرة للغاية على النقاط التي يبدو أن زعماء أوروبا أدركوها بوضوح الآن: فلا يجوز لهم أن يستمروا "في ركل الكرة على طول الطريق". وعلى نفس القدر من الأهمية، أدرك هؤلاء الزعماء الآن أن ضمان قدرة الحكومات على تمويل ديونها بأسعار فائدة معقولة لم يعد كافيا؛ بل يتعين عليهم أيضاً معالجة ضعف النظام المصرفي في أوروبا.

والواقع أن المشاكل المحيطة بالنظام المصرفي والديون السيادية في أوروبا تعزز كل منها الأخرى بشكل متبادل. فقد تسبب انحدار أسعار سندات الحكومة في كشف عدم كفاية رؤوس أموال البنوك، في حين كانت التوقعات باضطرار الحكومات إلى تمويل عملية إعادة رسملة البنوك سبباً في دفع أقساط التأمين ضد المخاطر على السندات الحكومية إلى الارتفاع. ويبدو أن مواجهة احتمال الاضطرار إلى جمع رؤوس أموال إضافية في وقت حيث تباع أسهم البنوك بأسعار أقل كثيراً من قيمتها الدفترية، أعطت البنوك حافزاً قوياً لخفض قوائمها المالية بسحب خطوط الائتمان وتقليص حافظات القروض التي تقدمها.

والآن يفكر زعماء أوروبا فيما ينبغي عليهم أن يفعلوا، وسوف تحمل خطوتهم المقبلة عواقب مصيرية، سواء بتهدئة الأسواق أو دفعها إلى أبعاد متطرفة جديدة. إن الجميع متفقون على احتياج اليونان إلى إعادة هيكلة منظمة، لأن التخلف غير المنضبط عن السداد من شأنه أن يؤدي إلى انهيار منطقة اليورو. ولكن عندما يتعلق الأمر بالبنوك، فأنا أخشى أن زعماء منطقة اليورو يفكرون في بعض الخطوات غير المناسبة.

https://prosyn.org/PyHjeXBar