لندن ـ كان اللقاء الذي جمع بين خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله، ملك المملكة العربية السعودية والبابا بينيدكت السادس عشر في الفاتيكان مؤخراً حدثاً على قدر عظيم من الأهمية والدلالة، خاصة وقد جاء في وقت تعالت فيه أصوات المسلمين المتعصبين بالشجب والإدانة للدور الذي يلعبه "الصليبيون" في تحريك السياسات في الشرق الأوسط. بيد أن هذا الحدث كان أيضاً بمثابة إشارة شديدة الوضوح إلى قيام "تحالف مقدس" بين زعماء التيار المحافظ في العالم. ذلك أن الجمهور الرئيسي الذي شهد هذا اللقاء بين الملك المسلم وبابا الكنيسة الرومية الكاثوليكية لم يكن يتألف من أتباعهما فحسب، بل زعيم محافظ آخر، وهو الرئيس جورج دبليو بوش.
كان أول "تحالف مقدس" من هذا النوع قد أسسه ميترنيخ أمير النمسا في أعقاب حروب نابليون. وكان بمثابة محاولة لصيانة السلام (وأمن الإمبراطورية النمساوية الضعيفة نسبياً) من خلال إقامة تحالف بين منتصرين يدافعون عن قيم مشتركة.
كان "التحالف المقدس" الذي أسسه ميترنيخ بمثابة الفكرة السياسية الأصيلة الوحيدة التي تمخضت عنها هزيمة نابليون. فخلف ذلك الاسم المجيد، "التحالف المقدس"، يكمن إبداع على قدر عظيم من الأهمية على الصعيد الدبلوماسي: والذي يتلخص في إدخال عنصر الانضباط الأخلاقي المحسوب إلى عالم العلاقات الدولية. كانت المصالح الراسخة بين أعضاء التحالف ـ النمسا، وبروسيا، وروسيا ـ والمتمثلة في استمرار مؤسساتهم الداخلية في الحياة سبباً في دفع كل منهم إلى تجنب الصراعات التي كانوا قد لا يتورعون في الماضي عن الدخول فيها.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Since 1960, only a few countries in Latin America have narrowed the gap between their per capita income and that of the United States, while most of the region has lagged far behind. Making up for lost ground will require a coordinated effort, involving both technocratic tinkering and bold political leadership.
explain what it will take finally to achieve economic convergence with advanced economies.
Between now and the end of this decade, climate-related investments need to increase by orders of magnitude to keep the world on track toward achieving even more ambitious targets by mid-century. Fortunately, if done right, such investments could usher in an entirely new and better economy.
explains what it will take to mobilize capital for the net-zero transition worldwide.
لندن ـ كان اللقاء الذي جمع بين خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله، ملك المملكة العربية السعودية والبابا بينيدكت السادس عشر في الفاتيكان مؤخراً حدثاً على قدر عظيم من الأهمية والدلالة، خاصة وقد جاء في وقت تعالت فيه أصوات المسلمين المتعصبين بالشجب والإدانة للدور الذي يلعبه "الصليبيون" في تحريك السياسات في الشرق الأوسط. بيد أن هذا الحدث كان أيضاً بمثابة إشارة شديدة الوضوح إلى قيام "تحالف مقدس" بين زعماء التيار المحافظ في العالم. ذلك أن الجمهور الرئيسي الذي شهد هذا اللقاء بين الملك المسلم وبابا الكنيسة الرومية الكاثوليكية لم يكن يتألف من أتباعهما فحسب، بل زعيم محافظ آخر، وهو الرئيس جورج دبليو بوش.
كان أول "تحالف مقدس" من هذا النوع قد أسسه ميترنيخ أمير النمسا في أعقاب حروب نابليون. وكان بمثابة محاولة لصيانة السلام (وأمن الإمبراطورية النمساوية الضعيفة نسبياً) من خلال إقامة تحالف بين منتصرين يدافعون عن قيم مشتركة.
كان "التحالف المقدس" الذي أسسه ميترنيخ بمثابة الفكرة السياسية الأصيلة الوحيدة التي تمخضت عنها هزيمة نابليون. فخلف ذلك الاسم المجيد، "التحالف المقدس"، يكمن إبداع على قدر عظيم من الأهمية على الصعيد الدبلوماسي: والذي يتلخص في إدخال عنصر الانضباط الأخلاقي المحسوب إلى عالم العلاقات الدولية. كانت المصالح الراسخة بين أعضاء التحالف ـ النمسا، وبروسيا، وروسيا ـ والمتمثلة في استمرار مؤسساتهم الداخلية في الحياة سبباً في دفع كل منهم إلى تجنب الصراعات التي كانوا قد لا يتورعون في الماضي عن الدخول فيها.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in