dr2237k.jpg Dean Rohrer

أميركا والنقاط العمياء في التعامل مع الإسلام

نيويورك ــ في أعقاب إحراق القرآن الكريم من قِبَل بعض الجنود في قاعدة باجرام الجوية الأميركية في أفغانستان، استمرت الاحتجاجات في التصاعد، وتزايدت أعداد القتلى. وفي خضم هذه العملية بات من الواضح أن الولايات المتحدة تعاني من ثلاث مناطق عمياء.

الأولى تتمثل في وسائل الإعلام الأميركية، التي تؤكد تغطيتها ببساطة ــ وتضخم ــ الجهل المذهل الذي أدى إلى اندلاع الاحتجاجات في المقام الأول. إن الصحافيين المحترفين ملزمون بالإجابة على أسئلة خمسة: من، وماذا، وأين، ولماذا، وكيف. ولكن بعد قراءة التقارير من وكالة أسوشيتد برس، وصحيفة نيويورك تايمز، وصحيفة واشنطن بوست، بين صحف أخرى، بحثت باستفاضة قبل أن أتمكن من تكوين أي صورة لما حدث بالفعل للمصاحف المعنية. والواقع أن الروايات ليست متضاربة فحسب؛ بل إن أياً منها لم يقدم أي فكرة واضحة لمن فعل ماذا، ناهيك عن لماذا أو كيف.

فهل أحرقت المصاحف، كما ذكر أحد التقارير الأميركية، تحت إشراف مسؤولين عسكريين أميركيين؟ أم أن بعض الجنود جلبوا المصاحف لإحراقها، كما ذكرت رواية أخرى، كجزء من حمولة من "المواد الأدبية المتطرفة" والاتصالات الشخصية للسجناء، وهل نبه العاملون الأفغان الآخرين في القاعدة إلى طبيعة تلك المواد؟

https://prosyn.org/C6eRrOWar