bd91e103f863879c04976c00_pa3731c.jpg Paul Lachine

المسيرة الطويلة من شنغهاي

شنغهاي ــ قبل أربعين عاما، وفي فبراير/شباط 1972 على وجه التحديد، قام الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون برحلة إلى الصين. وفي اليوم السابع من "الأسبوع الذي غير العالم"، كما أطلق عليه نيكسون، وقَّع هو ورئيس مجلس الدولة الصيني آنذاك تشو إن لاي على "بيان شنغهاي"، الذي بدأ عملية تطبيع العلاقات الثنائية، وألزم الولايات المتحدة، المؤيد الرئيسي لتايوان، بمبدأ الجمهورية الشعبية المتمثل في "صين واحدة".

وكان إعلان نيكسون المتهلل بمثابة الصورة النموذجية لمزاجه. ففي حين لم يزعم أنه نجح في تغيير النظام الداخلي للصين، إلا أنه في واقع الأمر تولى قيادة عملية إعادة الترتيب الجوهرية لتوازن القوى العظمى في ذلك الوقت، وعزز القطيعة بين الاتحاد السوفييتي والصين والتي كانت جارية لعدة سنوات. وعلى نحو ما، كانت زيارة نيكسون بمثابة بداية نهاية الحرب الباردة.

وبعد أربعين عاما، نمت العلاقة الأميركية الصينية إلى حد كبير حتى أصبحت في رأي البعض العلاقة الثنائية الأكثر أهمية وتعقيداً على مستوى العالم. والواقع أن العلاقات الاقتصادية بشكل خاص تطورت على نحو ما كان لأحد أن يتصوره في ذلك الوقت. فقد برزت الصين باعتبارها الدولة صاحبة ثاني أضخم اقتصاد على مستوى العالم، كما كانت سرعة التغيرات الاجتماعية والسياسية التي طرأت عليها مبهرة بنفس القدر.

https://prosyn.org/d3FzlPQar