كيف تُفلِس المرأة

بينما يناضل العالم من أجل الخروج من شبه الانهيار الاقتصادي الذي ألمَّ به في الخريف الماضي، انحدر مستوى أفراد مجموعة فرعية من الناس بشكل واضح وبأعداد قياسية: نساء الطبقة المتوسطة سابقاً. فقد أظهر تقرير حديث أن ما لا يقل عن مليون من نساء الطبقة المتوسطة في الولايات المتحدة سوف يمثلن أمام محكمة الإفلاس في هذا العام. وهو ما يتجاوز عدد النساء اللواتي سوف "يتخرجن في الجامعة، أو تثبت التشخيصات إصابتهن بالسرطان، أو يرفعن دعاوى قضائية للحصول على الطلاق"، كما أكدت الخبيرة الاقتصادية إليزابيث وارين . والواقع أن المحنة التي تشبه في أعراضها من نواحٍ كثيرة محنة النساء في مختلف أنحاء العالم تحمل في طياتها دروساً لنا جميعا.

إن هؤلاء النسوة المفلسات أفضل تعليماً من أقرانهن من الذكور: فقد نال أغلبهن قسطاً من التعليم الجامعي؛ وأكثر من نصفهن يملكن مساكنهن. والأرجح أن ما انحدر بهن من أسلوب حياة الطبقة المتوسطة إلى حياة ترتفع بالكاد عن خط الفقر هو واحد من ثلاثة عوامل أو عوامل ثلاثة مجتمعة. اثنان من هذه العوامل الثلاثة يرتبطان بالاقتصاد، أما العامل الثالث فقد يكون عاطفياً بالنسبة للعديد من النساء.

العامل الأول يتخلص في ميل هؤلاء النساء إلى تحمل ديون ضخمة. والواقع أن كل الناس تقريباً أنفقوا بما يتجاوز مواردهم أثناء فترة ازدهار الفقاعة الأخيرة، ولكن نساء الطبقة المتوسطة يرتبطن بعلاقة خاصة بالديون. فالعديد منهن يعملن في وظائف تلزمهن بالإفراط في اللجوء إلى خطوط الائتمان لمجرد تمكين أنفسهن من الوقوف على أقدامهن. ولكن أخريات منهن كن هدفاً سهلاً لشركات تصنيع السلع والمنتجات الفاخرة وشركات بطاقات الائتمان، والتي تستفيد من الطريقة التي تربط بها هذه الثقافة الجماعية بين أنواع معينة من الاستهلاك ـ أحدث الأزياء من إنتاج الماركات الشهيرة، ومساحيق التجميل المناسبة، بل وحتى السيارات الرياضية العصرية ـ فتحولها إلى سردٍ عن الأنوثة الناجحة.

https://prosyn.org/41eidnKar