dr832.jpg

هل تستطيع أوروبا تبني الخيار الكوري؟

واشنطن العاصمة ــ إن الوضع في منطقة اليورو اليوم يبدو، في الظاهر على الأقل، مختلفاً تمام الاختلاف عن كوريا الجنوبية في خريف عام 1997. لا شك أن الأزمة الاقتصادية الطاحنة هي السمة الغالبة في الحالتين، ولكن المشاكل التي تعاني منها منطقة اليورو تنبع من ارتفاع مستويات الدين الحكومي، في حين واجهت كوريا الجنوبية هروب مبالغ هائلة من رؤوس الأموال وانهيار العملة ــ وكان القسم الأعظم من الدين في قطاع الشركات.

ورغم ذلك فإن منطقة اليورو من الممكن أن تتعلم من تجربة كوريا الجنوبية، التي تمكنت من عبور أزمتها بسرعة أكبر من كل التوقعات، حيث جمعت بين الإصلاحات المعقولة والتعافي السريع. والواقع أن المفتاح لهذا التحول في كوريا الجنوبية كان قائماً على خفض كبير لقيمة عملتها. والآن يبدو خيار خفض قيمة اليورو من بين الطرق المحتملة لإخراج منطقة اليورو من أزمتها.

إن كل أزمة تختلف عن غيرها، ولكن كوريا الجنوبية اشتركت في العديد من المظاهر مع غيرها من الأسواق الناشئة المضطربة في تسعينيات القرن العشرين. والواقع أن مجموعات ضخمة من الشركات ذات الاتصالات السياسية الجيدة ــ والمعروفة باسم تشيبول ــ توسعت بسرعة كبيرة بفضل استيعابها لكميات ضخمة من الديون الرخيصة. ولم يكن حاملو الأسهم في الخارج قادرين على التأثير بشكل كبير على الأفراد الأقوياء الذين أداروا التشيبول، وقدَّم الدائنون القروض بحرية، على افتراض أن شركات التشيبول الرائدة كانت أكثر أهمية بالنسبة للحكومة من أن تسمح لها بالإفلاس.

https://prosyn.org/h444saCar