3322260346f86f680e0fc405_ve1375c.jpg

بريطانيا ومسار الإنكار

سانتياجو ــ إذا زرت لندن في الوقت الحاضر فسوف تلاحظ أمراً غريباً يجري هناك: فكلما ازداد الاقتصاد البريطاني انحدارا، كلما أبدى وزراء حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وخبراء الاقتصاد المحافظين المزيد من الحماس في الإصرار على أن تدابير خفض الإنفاق الصارمة مفيدة في دعم النمو الاقتصادي.

ويرى بعض المراقبين في هذا نزعة يقينية (الثقة المطلقة في فضائل السوق غير المقيدة). ولا يرى فيه آخرون، مثل رجل الاقتصاد بول كروجمان، أكثر من محاولة للخداع والغش: حيث يريد المحافظون تقليص حجم الحكومة، بصرف النظر عن العواقب التي قد يخلفها ذلك على النمو.

ويبقى السؤال: هل توجد حقاً أي حجة لا تتعلق باليقين أو عدم اليقين يستند إليها قرار خفض الإنفاق لحفز أي اقتصاد. الإجابة هي "أجل"، بل هناك في واقع الأمر حجتان. وقد أظهرت الأبحاث الأكاديمية مصداقية هاتين الحجتين في الماضي ــ على سبيل المثال، في أيرلندا والدنمرك في ثمانينيات القرن العشرين. ولكن من سوء حظ المحافظين أن كلاً من الحجتين المؤيدتين لخفض الإنفاق التحفيزي لا تناسب المأزق الذي تواجهه بريطانيا اليوم.

https://prosyn.org/5omPakPar