1088780346f86f540bf1fd06_pa4129c.jpg Paul Lachine

أزمة واحدة وروايتان مختلفتان

شيكاغو ــ في حين تكافح الديمقراطيات الصناعية على مستوى العالم للخروج من أزمتها، فهناك روايتان متنافستان عن مصدر الأزمة ــ والعلاجات المناسبة لها. فيزعم التشخيص الأول والأكثر شهرة أن انهيار الطلب يرجع إلى تراكم الديون الضخمة قبل الأزمة. فلم يعد بوسع الأسر (والدول) التي كانت أكثر ميلاً إلى الإنفاق أن تقترض. ولإحياء النمو، لابد من تشجيع آخرين على الإنفاق ــ فالحكومات التي لا يزال بوسعها أن تقترض لابد وأن تزيد من عجز موازناتها، ولابد وأن تعمل أسعار الفائدة التي هبطت إلى مستويات متدنية للغاية على منع الأسر المقتصدة من الادخار.

في ظل هذه الظروف، يتحول التهور في التعامل مع الميزانية إلى فضيلة، على الأقل في الأمد القريب. أما في الأمد المتوسط، وبمجرد تعافي النمو، يصبح من الممكن سداد الديون وكبح جماح القطاع المالي حتى لا يتسبب في أزمة أخرى تضرب العالم.

والواقع أن هذه الرواية ــ الخط الكينزي التقليدي معدلاً وفقاً لأزمة الديون ــ تلقى استحسان أغلب المسؤولين الحكوميين، ومحافظي البنوك المركزية، وخبراء الاقتصاد في وال ستريت، وهي تحتاج إلى بعض الشرح المسهب. وتتلخص ميزة هذه الرواية في أنها تمنح صناع القرار السياسي عملاً واضحاً يقومون به، حيث تتفق العائدات الموعودة مع الدورة السياسية. ولكن من المؤسف أن النمو، على الرغم من جولات التحفيز السابقة، لا يزال هزيلا، وبات من الصعب على نحو متزايد العثور على سبل جديدة للإنفاق القادر على تحقيق المراد في الأمد القريب.

https://prosyn.org/bGtqL34ar