mueller51_ David McNewGetty Images_gop trump David McNew/Getty Images

تحويل الأحزاب السياسية إلى كيانات ميتة حية

برينستون ــ في واحد من آخر تصرفاتها بصفتها رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية في الحزب الجمهوري، طلبت رونا مكدانيل من زملائها تأييد الشخصين اللذين انتقاهما دونالد ترمب بعناية ليحل أحدهما محلها. وبعد هتاف صاخب، أعلنت أنها لن تكلف نفسها حتى عناء السؤال حول ما إذا كانت هناك أية أصوات "رافضة". كانت لحظة معبرة حقا: فقد حل مبدأ التزكية محل الإجراءات المصممة لضمان العملية الديمقراطية داخل الحزب.

لا شك أن ترمب ليس الزعيم الشعبوي اليميني المتطرف الوحيد الذي أخضع حزبا سياسيا لإرادته. الواقع أن اختطاف آلية الحزب من الأنماط الشائعة بين الزعماء الشعبويين والحكام المستبدين المحتملين، وينبئنا التاريخ بأن هذا قد يخلف عواقب وخيمة حقا على أي نظام سياسي ديمقراطي. ذلك أن إقدام الزعيم على تحويل حزبه إلى نظام استبدادي يُـعَـد خطوة أولى منطقية نحو تحويل بلده بالكامل إلى نظام استبدادي.

صحيح أن المناداة بالديمقراطية والتعددية داخل الأحزاب السياسية قد تبدو أقرب إلى المثالية. إذ تنتهي المناقشات المتحذلقة الـمُـرهِـقة التي لا تنقطع عادة إلى "انتصار" أكثر مرتزقة الأحزاب بلاغة ــ أو ربما الشخص الذي لن يضطر إلى تحمل مسؤوليات رعاية الأطفال في صباح اليوم التالي. علاوة على ذلك، قد تكون الديمقراطية الداخلية ــ مثل الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة ــ مواتية بنيويا للأصوليين الإيديولوجيين الذين يفضلون المرشحين المتطرفين، أو قد ترفع مستوى الأشخاص الذين يتعاملون مع السياسة على أنها هواية ويعطون الأولوية للعملية قبل النتائج.

https://prosyn.org/UjRHYRtar