90fa3f0446f86f380eb90327_ve1305c.jpg

مفارقة رد الفعل

سنغافورة ـ لقد شهد العالم مؤخراً اثنين من ردود الأفعال الدبلوماسية الكبرى. فكان رد الفعل الأول من جانب اليابان التي قررت تحت الضغوط الصينية المتنامية إطلاق سراح قبطان السفينة الصينية الذي صدم قارب دورية بحرية يابانية من دون قيد أو شرط. وكان الثاني من جانب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي لم يفعل أي شيء حين رفضت إسرائيل تمديد تجميدها للأبنية الجديدة في الضفة الغربية، الأمر الذي أدى إلى ابتهاج شديد من جانب المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.

وقد يكون الخاسر في الأمد القريب واضحا. ولكن في الأمد البعيد قد لا تكون النتيجة بهذا الوضوح. والصين بصورة خاصة يتعين عليها أن تزن بعناية الثمن السياسي الذي قد تتكبده في الأمد البعيد في نظير احتفالها بانتصارها المزعوم على اليابان.

وفقاً لقانون نيوتن الثالث للحركة فإن "لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه". والجغرافيا السياسية تعمل وفقاً لقانون مماثل: فكلما رأى العالم قوة صاعدة جديدة، تسعى القوى العالمية الأعظم القائمة آنذاك إلى منع هذا الصعود سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. والقوة العالمية الأعظم اليوم هي الولايات المتحدة، والقوة الناشئة الأعظم هي الصين. ومن المدهش حتى الآن أن الولايات المتحدة لم تبادر إلى صياغة استراتيجية واضحة لمنع صعود الصين.

https://prosyn.org/gb3EM5nar