9902220346f86f680e38be05_pa3667c.jpg

الثلاثينيات المنفلتة

لندن ـ انفض مؤتمر قمة مجموعة العشرين في سول والذي اختتم أعماله للتو من دون التوصل إلى اتفاق فيما يتصل بالعملات أو التجارة. ولقد اتهمت كل من الصين والولايات المتحدة الأخرى بالتلاعب عمداً بعملتها طمعاً في الحصول على مزايا تجارية. ولا تزال جولة الدوحة من محادثات التجارة العالمية متوقفة. وفي خضم الحديث عن "المخاطر" المترتبة على حروب العملات والتجارة الجديدة، يبدو من الواضح أن الحرب قد بدأت بالفعل.

لذا، وعلى الرغم من التعهدات التي قطعها زعماء العالم على أنفسهم بالقيام بعكس ذلك تماما، فيبدو أن سابقة نزعة الحماية المروعة التي ابتليت بها ثلاثينيات القرن العشرين على وشك أن تعود إلى الحياة. والواقع أن الحرب التي اندلعت في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي بدأت شرارتها بتعريفة سموت-هولي التي فرضتها الولايات المتحدة في ذلك الوقت. ولقد رد البريطانيون بقانون رسوم الاستيراد لعام 1932، الذي أتى في أعقابه قانون الأفضلية الإمبراطورية. وسرعان ما تحول العالم إلى غابة من الحواجز التجارية.

وكانت بريطانيا هي التي أطلقت الرصاصة الأولى في حرب العملة في الثلاثينيات، حيث تخلت عن معيار الذهب في سبتمبر/أيلول 1931. ثم ردت الولايات المتحدة عليها بترك معيار الذهب في إبريل/نيسان 1933. وهبطت قيمة الجنية في مقابل الدولار، ثم هبطت قيمة الدولار في مقابل الجنيه.

https://prosyn.org/kKCOX3qar