f26d160446f86f500e33e700_pa2346c.jpg73acac0246f86f68045dab01

جنوب آسيا والأعداء الهامسون

إسلام أباد ــ في جزر المالديف، اجتمع الأسبوع الماضي زعماء البلدان الأعضاء في رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي، في إطار قمتهم السنوية السابعة عشرة. ولم تحقق أن قمم رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي السابقة إلا أقل القليل فيما يتصل بالتعاون الإقليمي. وإذا كانت هذه القمم تستحق الذِكر على الإطلاق فإن الفضل في ذلك سوف يرجع إلى التقدم الذي تم إحرازه في حمل الهند وباكستان على الدخول في محادثات ثنائية. ورغم أن هذه المرة لم تكن مختلفة، فهناك دلائل متزايدة تشير إلى تحسن في العلاقات.

والواقع أن التحسن في العلاقات الهندية الباكستانية ــ العقبة الرئيسية التي تعوق زيادة التعاون الاقتصادي في جنوب آسيا ــ كان يتأتى كلما تم التوصل إلى اتفاق بين حكومتي البلدين على العمل معاً من أجل تحقيق الصالح العام. ولقد حدث هذا في عام 2004، عندما اتفق الطرفان أيضاً على العمل من أجل إنشاء منطقة التجارة الحرة لجنوب آسيا، بعد موافقتهما على إطلاق "الحوار المركب" لتغطية ثماني قضايا كانت السبب في الفرقة بين البلدين لعقود من الزمان. وباستثناء مثل هذه الاتفاقيات المحدودة فإن الركود في العلاقات يشكل القاعدة في جنوب آسيا.

ولقد تأسست منطقة التجارة الحرة لجنوب آسيا في شهر يوليو/تموز من عام 2006، ولكنها لم تقدم إسهاماً يُذكَر لزيادة التجارة بين الهند وباكستان، والتي لم تتطور تقريباً منذ عام 1947، عندما خاض البلدان أولى حروبهما التجارية ــ والحقيقية ــ العديدة فيما بينهما. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2008، بعد قيام مجموعة من الإرهابيين بالهجوم على مومباي، المركز المالي للهند، اتهمت الهند باكستان بالتورط في الهجوم وعلقت كل التعاملات مع جارتها، وتوقف الحوار المركب، بسبب عجز كل من الجانبين عن التخلص من العبء الثقيل المتمثل في عقود من العداوة الشديدة والخصومات.

https://prosyn.org/9w6Uq6ear