احتلّوا الحكومة

نيويورك ــ إن الكثير من الأحاديث التي تدور في أيامنا هذه حول الكيفية التي أثرت بها وسائل الإعلام الاجتماعية على السياسة، تركز على الوعي: فالناس يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية، فيكتشفون أنهم ليسوا وحدهم، فتبدأ مجموعات منهم في الاحتجاج، وفي النهاية تُربِك ثورة "الفيس بوك" التي يشعلونها أولئك الذين يحتلون السلطة. ولكن حتى لو نجحت مثل هذه الثورات، فإن هذا النجاح ليس سوى البداية. فما الذي يحدث بعد ذلك؟

باعتباري مستثمرة ممولة في بعض الشركات المبتدئة، وبوصفي محبة لفعل الخير في بعض الأحيان، فأنا أتمتع برفاهية السفر حول العالم وتبادل الأحاديث مع أشخاص استمد منهم رؤية غير رسمية واضحة للكيفية التي تعمل بها أغلب بلدان العالم. والصورة التي كونتها في واقع الأمر محبطة للغاية. فقد زرت نحو سبعين دولة، واكتشفت ما يقرب من سبعين طريقة مختلفة لإدارة الأمور بشكل سيئ.

إن العديد من هذه الدول تجري انتخابات؛ ولكن كما قيل عن روسيا، ففي حين قد يأتي المرشحون بأفعال مدهشة، فإن نتائج الانتخابات متوقعة دوما. فغالباً ما يتمتع فرد واحد أو مجموعة صغيرة من الناس بسلطة شبه مطلقة. والشركات المستقلة ظاهرياً تدين بالفضل في أغلب الأحوال لبعض أنصار الحكومة، الذين يستحلون لأنفسهم عادة حصة من عائداتها.

https://prosyn.org/rtu8PkGar