حمير العلم المفقودة

كمبريدج ــ إن القصة التوراتية التي تدور حول عثور شاول على مملكته بالصدفة أثناء بحثه عن حمير أبيه الضالة تقدم للعلماء درساً بالغ الأهمية. فبدلاً من تحديد أهدافنا البحثية ضمن نطاق ضيق، يتعين علينا أن نفتح عقولنا لاكتشافات مختلفة تماماً وأكثر إثارة، والتي قد تكون متوارية عند أطراف مجال رؤيتنا.

في عام 1965، توصل آرنو بنزياس وروبرت ويلسون إلى اكتشافات غير متوقعة من هذا القبيل، عندما قادتهما محاولاتهما للحد من تداخل الموجات والضجيج في أحدث هوائي للراديو من ابتكارهما إلى تمييز الخلفية الميكروفية الكونية. فقد لاحظا أرضية ضوضائية تبين لهما أنها ناجمة عن الإشعاع المتخلف عن الانفجار الكبير. والواقع أن هذا الاكتشاف الفاصل، والذي غير نظرتنا للكون جذريا، تم في مختبرات تابعة لشركة بِل للهاتف ــ وليس في جامعة بحثية رائدة.

إن تجميع البيانات الجديدة ضرورة أساسية للتقدم العلمي. فالبيانات تلعب دوراً بالغ الأهمية في إرشاد وتوجيه العلماء نحو اكتشافات وحلول جديدة، فضلاً عن مصادفة ألغاز جديدة تحتاج إلى الحل، وبالتالي الحفاظ على ديناميكية العملية العلمية ونزاهتها. ويؤدي غياب البيانات لفترات طويلة إلى تسهيل ــ بل وتعزيز ــ النمو غير المكبوح لفقاعات النظريات القائمة على التكهنات.

https://prosyn.org/0lenVGRar