GettyImages-1194052676 Drew Angerer/Getty Images

وطأة زعماء الدهماء والنمو الدستوري

كمبريدج ــ تعيش الولايات المتحدة الآن فترة شديدة التوتر في تاريخها. فقد أعاد دونالد ترمب تشكيل الرئاسة الأميركية، وكان سلوكه المحطم لكل القواعد بمثابة اختبار عميق على أكثر من نحو لدستور الولايات المتحدة. فقد أظهر نقاط الضعف الدستورية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمعايير غير قابلة للتطبيق من الناحية القانونية من احترام للواقع القائم على الحقائق، واتخاذ القرار بشكل منظم، واستقلال عمليات التحقيق والادعاء.

كما أثار صعود ترمب إلى السلطة تساؤلات حول بعض المواد الأشد رسوخا في الدستور. فقد سلط فوزه في عام 2016 الضوء على المخاطر التي يفرضها المجمع الانتخابي في مواجهة الحقائق الديموغرافية المتغيرة، والآن تختبر رئاسته مدى صلاحية عملية العزل في التعامل مع زعيم الدهماء الذي استولى على آلية حزب سياسي بأكمله ويسيطر على أحد مجلسي الكونجرس.

زعم بعض المراقبين أن رئاسة ترمب لا تمثل أكثر من مجرد "ومضة" في التاريخ الأميركي. وتعتقد القاضية روث بادر جينسبرج أن المؤرخين سوف ينظرون إلى لحظتنا الحالية على أنها ليست أكثر من "شذوذ". واقترح آخرون تصورات مماثلة، واصفين مسألة تأثير ترمب في الأمد البعيد على السياسية الأميركية والمجتمع الأميركي على أنها مفتوحة للنقاش. تزعم هذه الحجة أن قوس التاريخ طويل، وإن رئاسة ترمب سوف تبدو في مرآة الرؤية الخلفية أصغر كثيرا مما تبدو عليه اليوم.

https://prosyn.org/mpnAnKHar