juncker2_BEN STANSALLAFPGetty Images_european union Ben Stansall/AFP/Getty Images

العالم في احتياج إلى أوروبا

بروكسل ــ ونحن نقترب من استقبال عام جديد، لم يكن توجه الاتحاد الأوروبي في المستقبل أكثر أهمية من حاله الآن قَط، سواء بالنسبة لأوروبا أو بقية العالَم. ففي هذه الأوقات المتزايدة الاضطراب، يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يقدم الاستقرار والأمل اللذين أصبح العالَم في مسيس الحاجة إليهما.

لعقود من الزمن، كانت أوروبا أفضل ممثل للتكامل والتعاون في عالَم ممزق. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت القارة دليلا حيا على نجاح التعددية. فقد أفسح ماضي أوروبا المختل المضطرب المجال لسلام دام سبعين عاما، واتحاد يضم 500 مليون مواطن يعيشون في حرية وازدهار. وبكل المقاييس، تُعَد أوروبا الآن المكان الأكثر تسامحا وحرية ومساواة الذي قد يعيش فيه إنسان في أي جهة من العالَم.

لكن الاتحاد الأوروبي ليس فرضية مسلم بها. والسلام ليس حالة حتمية، والحرب ليست حالة مستبعدة. وافَق عام 2018 الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى، والتي لا ينبغي لنا أن ننسى الدروس المستفادة منها أبدا. تَصَوَّر الأوربيون في عام 1913 أن نشوب الحرب أمر مستحيل، وأنهم مترابطون إلى الحد الذي يمنعهم من التحول ضد بعضهم بعضا. فنحن الأوروبيون نرعى تقليدا عريقا يتمثل في تجاهل نُـذُر الشر والخراب رغم ما يترتب على ذلك من مخاطر.

https://prosyn.org/cdIP10zar