mofokeng5_Getty Images_healthracism Getty Images

إنهاء استعمار الصحة العامة

جوهانسبرج ــ عندما نَـدرُس التقدم الذي أحرزته العلوم الطبية، نميل إلى التركيز على السمات الطيبة فيها ــ الطرق التي لا تعد ولا تحصى والتي تعمل من خلالها أدوية وأدوات وإجراءات مبتكرة على إطالة أمد الحياة وتحسينها. لكن هذا التاريخ لا يخلو من جانب مظلم. إذ كانت البحوث الطبية في الأغلب الأعم عنصرية ولا تتورع عن التميز على أساس الجنس (النوع الاجتماعي). وفي كثير من الأحيان، كانت غير إنسانية على الإطلاق.

في كتابها بعنوان "مولد علم أمراض النساء الأميركي"، تلاحظ ديردري كوبر أوينز أنه في عصر العبودية، عندما كانت القيمة تُـسـتَـخـرَج من الأجسام السوداء السليمة صحيا (في هيئة عمل)، فإنها كانت تستخرج أيضا من أجساد السود المرضى والمتوفين ــ وخاصة أجساد النساء منهم ــ من خلال الأبحاث الطبية. كان الأطباء في كثير من الأحيان يستخدمون الأعضاء التناسلية في الجثث السوداء لتسهيل أبحاثهم وتعليم وتثقيف الآخرين.

ولم تسلم النساء من ذوات البشرة السوداء من الأذى وهن على قيد الحياة. كان الأطباء يجرون التجارب عليهن ويستخدمونهن لممارسة التقنيات الجراحية. الواقع أن التجارب التي أجراها جيه. ماريون سيمز على النساء المستعبدات أرست أسس علم أمراض النساء الحديث. ورغم أن نتائج تجارب سيمز غير الأخلاقية ساعدت في النهاية عددا لا يُـحصى من النساء (وجعلته ذائع الصيت والشهرة)، فقد مرت عقود طويلة من الزمن قبل أن تتمكن النساء من ذوات البشرة السوداء من الاستفادة منها.

https://prosyn.org/rJD2drbar