sikorski6_GettyImages-861704576 Getty Images

سرقة ثياب الشعبويين

وارسو ــ ينبغي لنا جميعا أن نحيي الرئيس الأميركي دونالد ترمب. فلولاه، كان الغرب ليظل ينظر إلى الشعبوية باعتبارها مشكلة تنفرد بها أوروبا الوسطى والشرقية. ولكن رئاسة ترمب تُظهِر بوضوح شديد حقيقة مفادها أن الشعبوية ليست مجرد نتاج لعدم النضج المزعوم في دول ما بعد الشيوعية.

ذات يوم، قال ليو تولستوي إن المرء كلما كان أبعد عن الأحداث، كلما بدت تلك الأحداث في نظره أكثر حتمية. وهكذا هي الحال مع صعود الشعبوية اليوم. فلم يكن من المحتم أن يتولى حزب القانون والعدالة في بولندا السلطة بعد حصوله على 38% من الأصوات في عام 2015؛ ولم يكن من المحتم أن يفوز ترمب برئاسة الولايات المتحدة على الرغم من حصوله على عدد من الأصوات أقل بنحو ثلاثة ملايين صوت مقارنة بما حصلت عليه منافسته. وفي كل من الحالتين، لعب الحظ وافتقار المنافسة إلى الفاعلية والكفاءة دورا واضحا، تماما كما فعلا في جلب قوى ليبرالية حقيقية إلى السلطة في فرنسا في عام 2017.

ومع ذلك، ينبغي لنا ونحن نقترب من عام 2018 أن ندرك أن عاما آخر من البلبلة الشعبوية ينتظرنا. وفي نهاية المطاف، لا شيء جديد حول السياسة الشعبوية في الديمقراطيات، سواء الشابة منها أو العجوز. ففي القرن التاسع عشر، تسببت حركة "الفضة الحرة" في انقسام الولايات المتحدة على نفس النحو الذي يدفع به الخروج من الاتحاد الأوروبي بريطانيا إلى الانقسام اليوم.

https://prosyn.org/zLh7EGLar